أخبرني أبو طالب علي بن أنجب بن عبيد الله البغدادي فيما أجازه لي أن أرويه عنه، قال: أنشدني أبو زكريا يحيى بن المظفر بن محرز الفقيه الحنفيُّ لنفسه في داره بالمقتدية يمدح الناصر لدين [الله]- أحمد رضوان الله عليه-: [من الكامل]
/٤٢ ب/ يا عالمًا بمواجب الإيمان ... ومكلَّفًا شكرًا لدى الإحسان
ومطالبًا بجزاء أفعال العلا ... وعوائد الأحرار والفتيان
أدِّ الفيضة معلنًا بوجوبها ... وابسط لسان الحمد للسلطان
النَّاصر المنصور جلَّ مكانةً ... وركانةً كتبتهما الملكان
المالك الوهَّاب أحمد الَّذي ... أعطى السحاب سواكب التَّهتان
وممدِّ تيار الخضارم واهبًا ... لزلال ما يسري إلى الخلجان
ويفضُّ فائض عذبه وزلاله ... كرمًا لوارد شربه الملآن
ويدير قهوة كأسها وعقارها ... بحياة عالمها مدى الأحيان
قربٌ يكون جزاؤها وثوابها ... أضعاف ما يأتيه من جيران
فلنا الهناء بعدله وببذله ... وبفصله الوافي على ثهلان
ولنا الهناء بوجده ووجوده ... بمبرَّةٍ ومسرَّة وتهاني
وقيامه باللَّيل في ديجوره ... بدموع طرفٍ سحَّ بالهملان
يملي ويستملي خواطر رأيه ... ببلاغة تربي على لقمان
وإذا بدا قلم الفصاحة جاريًا ... ببديع لفظٍ رائقٍ ومعاني
/٤٣ أ/ كفَّت أكفُّ كفاة أكفاء الورى ... بشهادة علميَّة وبيأن
وقضى قضاة العلم في تفضيلها ... بفخارها حتَّى على سحبان
يخشى ولا يخشى بسالة باسلٍ ... حطم الحماة بمأقط الفرسان
لله درُّ كفاحه برماحه ... وصفاحه بمحاذف المرَّان
وقراعه بالمشرفيَّة واغلًا ... والحرب بالأهوال في الميدان
لم ينهدم ركنٌ لدين محمَّد ... أبدًا ومولانا الوزير الباني
فله الهناء بكلِّ عامٍ مقبلٍ ... وبه انصراف الجور والطغيان