للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونظم الفاظ "الجمهرة" من جنس خطبة كتاب "الفصيح" لأبي العلاء المعري؛ وله مقدمة تعرف بـ "الفصول" منثورة، ومقدمة تعرف بـ "الدُّرَّة الألفية" منظومة كملحة أبي محمد الحريري؛ وله مقدمة تعرف بـ "القبس في علم العروض" منظومة. وبدأ في منظومة جامعة سمّاها "الغاية في النحو"؛ وله كتاب في جمع أبيات سيبويه باختصارٍ منظوم، يجعل بإزاء كل بيت له يضمنه ما استشهد به فيه؛ وله في العروض نحو ذلك، وله قصائد مطولات وغير ذلك.

ثم فارق دمشق وسافر إلى الديار المصريَّة، واتصل بالسلطان الملك الكامل ناصر الدين أبي المعالي محمد بن أبي بكر /٤٥ ب/ بن أيوب، فأقبل عليه وقرَّبه وحظي عنده؛ ثم لم تطل به الأيام حتى عاجلته منيته وذلك في سنة تسع وعشرين وستمائة.

وحدثني الإمام أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة الفقيه الحنفي، قال: اجتمعت بأبي الحسين يحيى بن معطي بن عبد النور النحوي، فأنشدني من شعره وشعر غيره. وكان شيخًا حسنًا عدلًا من عدول دمشق يرجع إلى دين وورع، وأنشدني، قال: أنشدني أبو الحسين لنفسه: [من الطويل]

ولمَّا رأيت القلب منك مقسَّمًا ... تخيَّرت لي قلبًا يطيق جفاكا

أيحسن بي أن أمنح الودَّ من له ... هنا شبحٌ والقلب منه هناكا

مراعاتك الخلَّ القديم مروءةٌ ... فدعني لخلٍ اصطفيه سواكا

ومن وجد الدُّرَّ النَّفيس فباعه ... ببخسٍ فلا يربح لصفقة ذاكا

وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه لغزًا في الكعبة- حمى الله تعالى حوزتها وحرسها-: [من الطويل]

/٤٦ أ/ ولمَّا تبدَّى لي من السِّجف حاجبٌ ... ومقلة ليلى من وراء نقابها

بعثت رسول الدَّمع بيني وبينها ... لتأذن في قربي وتقبيل بابها

فما أذنت إلَّا بإيماض طرفها ... ولا سمحت إلَّا بلثم ترابها

<<  <  ج: ص:  >  >>