وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه وقد أشرف على مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم: [من الطويل]
نزلنا عن الأكوار نمشي مهابةً ... ولو كان إنصافًا فرشنا خدودنا
وماذا عليكم أن نريق دموعنا ... ونجري في تلك العيون عيوننا
وأنشدني أبو سعد قيس بن عمر بن عمرو العربيلي الدمشقي، قال: أنشدني أبو الحسين يحيى بن معطي بن عبد النور النحويُّ الزواوي لنفسه: [من الطويل]
رأى القوم بي فضلًا يعاديه نقصهم ... فمالوا إلى ذي الجهل والشَّكل أقرب
/٤٦ ب/ بهائم لا تصغي إلى شدو معبدٍ ... وتصغي إلى جافي الحداةفتطرب
وأنشدني أبو السعادات أحمد بن محمد بن يوسف الهمامي الواسطيُّ النحوي الفقيه الشافعي بإربل، قال: قرأت على الشيخ أبي الحسين يحيى بن معطي الزواوي النحوي بدمشق لنفسه كتاب "الدرة الألفيَّة" من تصنيفه، ورأيت خطَّه بالقراءة عليه في ظهر الكتاب: [من الرجز]
يقول راجي رِّبه الغفور ... يحيى بن معط بن عبد النُّور
الحمد لله الَّذي هدانا ... بأحمد دينًا له أرتضانا
فلم يزل ينمي به الإسلام ... حتَّى استبانت للهدى أعلام
مؤيَّدًا منه بخير الكتب ... وحيًا إليه بلسانٍ عربي
/٤٧ أ/ لكونه أشرف مابه نطق ... كما الرَّسول خير مخلوق خلق
صلَّى عليه الله ثمَّ سلَّما ... وآله وصحبه وكرًّما
وبعد فالعلم جليل القدر ... وفي قليله نفاد العمر
فابدأ بما هو الأهمُّ فالأهمَّ ... فالحازم البادئ فيما يستتم
فإنَّ من يتقن بعض الفنَّ ... يضطر للباقي ولا يستغني
وذا حدا إخوان صدقٍ لي على ... أن اقتضوا منِّي لهم أن أجعلا
أرجوزةً وجيزةً في النَّحو ... عدَّتها ألفٌ خلت من حشو
لعلمهم بأنَّ حفظ النَّظم ... وفق الذَّكيِّ والبعيد الفهم
لا سيَّما مشطور بحر الرَّجز ... إذا بني على ازدواجٍ موجز
أو ما يضاهيه من السَّريع ... مزدوج الشُّطور كالتَّصريع