فقلت غير آمنٍ من حاسد ... أو جاهلٍ أو عالمٍ معاندٍ
بالله رِّبي في الأمور اعتصم ... القول في حد الكلام والكلم
وهذا القدر فيه كفاية ومقنع منها.
/٤٧ ب/ وأنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن أبي عبد الله بن إبراهيم الإسكندريُّ بالموصل، قال: أنشدني أبو الحسين بن معطي بن عبد النور النحويُّ لنفسه من قصيدة بمدح بها الملك الأمجد مجد الدين أبا المظفر بهرام شاه بن فرخ شاه بن شهنشاه بن أيوب بن شاذي- صاحب بعلبك-: [من الكامل]
ذهب الشَّباب وريِّق العمر الشَّهي ... فأتى المشيب ورونق النُّور البهي
وجلا به ليل الذَّوائب فجره ... وأتى بناءه من نهاه مموَّه
وأطار نسر الشَّيب غربان الصِّبا فنعين في أثر الشَّباب المنتهي
ووهت قوى الآمال منه وما وهت ... هممٌ أبين على الحوادث أن تهي
قالت أمامة والعمار يروقها ... بئس الثَّغام تحيَّة للمزدهي
ما تنكرين من الصَّباح جلا الدُّجى ... وخضاب أسحم بالملاب الأمقه
/٤٨ أ/ سود العيون بمدمعٍ بيَّضن لي ... سود الذَّوائب والسُّرى في المهمه
ونعيب أغربة الحداة ببينها ... فإذا زجرت الوصل قالت: مه مه
وبوارح البرح استطار لها الحجى ... فرقًا فنادته السَّوانح: صه صه
فسخا له دمع الغمام بوابلٍ ... من غير مضحاك البروق مقهقه
فتفاوحت أزهاره وتناوحت ... أطياره بمولولٍ وموهوه
وافترَّ ثغر الأقحوان بدرِّه ... لعقيق مطلول الشَّقيق مطلِّه
ومنها في المديح:
ملكٌ تظلُّ الشَّمس ترصد وجهه ... نظر المحبِّ إلى الحبيب الملتهي
إن كان في أفق السَّماء قد انجلت ... شمس المعالي في سناها فهو هي
وفي آخرها قوله: