للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت ولادته في يوم الحادي عشر من شعبان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة بالقاهرة، وتوفي /٥٠ أ/ بدمياط وهي محاضرة بالفرنج قبل أن يملكوها بعشرين يومًا. وكان تملكهم لها يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شعبان سنة ست عشرة وستمائة. وكانت ولادة جِّده بدمشق.

أنشدني القاضي شهاب الدين أبو المحامد إسماعيل بن حامد القوصي الفقيه الشافعي بدمشق بمنزله في سنة أربعين وستمائة في محرَّمها، قال: أنشدني القاضي أبو الحسين يحيى بن منصور بن الجرّاح الكاتب المصري لنفسه يمدح القاضي الفاضل أبا عليّ عبد الرحيم بن علي بن الحسن البيساني- رحمه الله تعالى-: [من الكامل]

إنَّ الوزراة آثرتك ولم تزل ... سكنًا لها تصبو إلى إيثاره

ألقى إليك الملك فضل عنانها ... وزوى إليك الأمر من أقطاره

ولقد حميت حماه بابن هزاهزٍ ... هو سهم غايته وقطب مداره

طفلُ عذارى الفضل من داياته ... ومحجَّبات الغيب من أظاره

بتحرُّك فيه سكون خطوبه ... وتصوَّب فيه علوُّ مناره

/٥٠ ب/ ومنمنمٍ يصف الرَّبيع تعانقت ... أغصانه وافترَّ عن أزهاره

وأنشدني أيضًا لنفسه فيه يمدحه ويصف القلم: [من الوافر]

لك القلم الَّذي نجواه سحرٌ ... ومزج لعابه صابٌ وشهد

إذا ارهفت سنِّيه لأمرٍ ... فأنياب النَّوائب عنه درد

حسامٌ بالَّذي يمضى ولكن ... حسام كلُّ صفحٍ منه حدُّ

وإن راشت بنانك جانبيه ... فسهمٌ من قضاء لا يردُّ

إذا نطق الَّذي توحي إليه ... تقاصر يعربٌ وجثًا معدُّ

تسابق جريه فقرٌ المعاني ... فما يعفيه كيما يستمدُّ

سطورٌ في سويدا كلِّ قلبٍ ... كأنَّ مدارها شغفٌ ووجد

منمنمةٌ تخال بها عذارًا ... بديع الحسن والقرطاس خدُّ

ومنها قوله:

بلوت الدَّهر حتَّى قال: حسبي ... ولم تحكم تجاربي الأشدُّ

<<  <  ج: ص:  >  >>