الصَّاحب المجبول من خلل ... تبقى وتبلى دونها الجبل
من باذل لا الفقر يحرجه ... أن يستفزَّ سخاءه العذل
تسمو العيون به إلى رجل ... في راحتيه العارض الهطل
لو قيس بالأعراب في كرم ... يومًا لما فضلوا ولا نضلوا
متيقِّظٌ للجود لا نعسٌ ... فيه لمكرمة ولا كسل
متقلِّدٌ بنجاد سلطنة ... غرَّاء دانت دونها الدُّول
/٦٤ ب/ نيطت بحقويه الأمور فمًا ... عنه لأمر في الورى حول
وجرت بأمر الله حين جرت ... أقلامه في الأرض تمتثل
فالرِّزق ما قطعته منقطعٌ ... والرِّزق ما وصلته متَّصل
والناس إثنان لديه فذا ... عللٌ تعطِّله وذا حلل
يزهو اليراع بكفِّه شرفًا ... فله على سمر القنا طول
وينوب فيما ناب عن لجب ... فيه الصواهل والقنا الذُّبل
العيش في أيامه رغدٌ ... لا ورده رنقٌ ولا محل
وهناك ماء الجود منسبل ... للواردين وفعلهم نهل
والسعد والإقبال قد جمعا ... حيث الوزير وظلُّه خضل
والأمن في يمناه منبسط ... واليسر في يسراه والخول
وفصاحةٌ ما حازها مدحٌر ... وصباحةٌ لم يحوها غزل
ما عن محبَّته لخادمه ... ومحبِّه عوضٌ ولا بدل
وإليه دون النَّاس يحملني ... حبِّي له والأينق الذُّلل
شعري وسيرته ونائله ... بلغوا الَّذي ما ناله زحل
/٦٥ أ/ فمفوَّض الأفواه إن رحلوا ... ومعرّس الأسماع إن نزلوا
والمدح يطويه وينشره ... عنِّي وعنه السَّهل والجل
إن غبت عنه فإنَّني رجلٌ ... بثناه مرتجزٌ ومرتجل
وقال يتغَّزل: [من الكامل]
ما عذر عينك في المحبِّ المغرم ... قتلته لمَّا إن رمته بأسهم
كم بات من كيد العداة مسلَّمًا ... ومن العيون النُّجل غير مسلَّم