للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرني أنَّه ولد ليلة الجمعة ثاني عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بالموصل. وتوفي بها جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وستمائة –رحمه الله تعالى-.

كان شابًا حسنًا من حفّاظ القرآن العزيز والمتفقهة، وقرأ من النحو صدرًا صالحًا. وكان من أهل التدين والخير، وينظم الأبيات من الشعر.

أنشدني لنفسه ما كتبه إلى نقيب العلويين مُحيي الدين أبي طاهر محمد بن حيدر بن محمد بن زيد بن عبيد الله الحسيني العلوي الموصلي –رحمه الله تعالى-:

[من الوافر]

/٧٢ أ/ أيا مولاي محيي الدِّين بادر ... إلى الوعد الكريم بلا فتور

فلست أفي بشكر نداك عفوًا ... ولو عمِّرت إعمار النسور

وأنت ذخيرتي ما دمت حيًا ... وإنك عدَّتي يوم النشور

وأنشدني لنفسه أيضًا ما كتبه إليه: [من مجزوء الرمل]

قلت لمَّا رَقَّ حالي ... وجفاني من أوالي

ورماني الدَّهر قصدًا ... بسهام ونبال

ودعتني رقَّةُ الحا ... ل إلى ذُلِّ السُّؤال

لست إلَّا مستجيرًا ... بك يا ربَّ المعالي

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من السريع]

صروف هذا الدَّهر قد صوَّبت ... سهامها نحوي فلم أجزع

لأنني معتمدٌ أن سطت ... على إمام بطل أنزع

الفارس الكرَّار يوم الوغى ... وصاحب الغوث إذا ما دعي

جدِّك يا محيي دين الهدى ... وحامل الرَّاية في المجمع

[يا من إذا ما جئته راغبًا ... رجعت والدُّنيا جميعًا معي]

<<  <  ج: ص:  >  >>