واقصد الكعبة الحرام وعفِّر ... بتراب المقام أنفًا وخدَّا
واعتمد في فعالك الحقَّ واخلص ... تجد الحقَّ قد أباحك خلدا
وأت قبر النبي خير نبيٍّ ... فهو أسنى قصدٍ وأحرى وأجدى
"صلى الله عليه وسلم".
أيُّها الرَّائحُ المُشَمِّر تحدوه ... ويحدو إثر الركائب وجدا
رحلت صحبه إلى الشَّام فاشتاق ... واخفى من الغرام وأبدى
هجر الأهل والأحبَّة لمَّا ... قصد الخالق الجواد الفردا
وترامى عن جلِّق وأتى الكسوة ... والدَّمع قد كسا الخدَّ خدا
حار لمَّا رأى معالم حورا ... ن وبصرى لمَّا تبصَّر رشدا
وسرى بعدها إلى المنهل الأز ... رق والشوق قد تزايد جدَّا
[وتمادى منه إلى العمري العذ ... ب فوافاه يفضل الثَّلج بردا]
عظم الأجر بالعظاميِّ لمَّا ... جدَّ في قصده وأضحى مجدَّا
/١٨ أ/ وأتى مرو وهو أحلى من الشهـ ... ـد وأزكى عذوبةً وأشدَّا
ثم وافى بسيطةً وبساط الشُّـ ... ـوق تحدوه والركائب تحدى
وأتى نجر بعد حثٍّ من السَّيـ ... ـر وقد زاد في التعطُّش وقدا
فرأى ماءه يزيد أوامًا ... لم يسغه خلقٌ فولَّاه حمدا
ويتيمًا علَّل النَّفس بالرَّا ... حة إذ ماؤها يزيل الجهد
وإلى نخلها ورُمَّانها اليا ... نع كلٌّ بحسنه قد تحدَّى
وهي قصيجة طويلة، وهذا القدرُ منها كافٍ.
ومن شعره يمدح النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: [من البسيط]
دع التَّصابي فقد غال الصِّبا غول ... واعمل لأخراك فالدُّنيا أباطيل