وعدِّ عن غزل في وصف غانية ... بعد المشيب كفى الإنذار تبديل
وامدح إذا رمت إدراك النَّجاة غدًا ... وأخلص القول فالإخلاص مقبول
خير الأنام رسول الله من نزلت ... عليه طاها وياسينٌ وتنزيل
وكان يأتيه بالوحي المنزَّه إذ ... يغشاه عند نزول الوحي جبريل
[وخصَّه الله بالإسسراء معجزةٌ ... فيها لمن شكَّ إرغامٌ وتذليل]
[٩٥١]
/٨١ ب/ يعقوب بن عبد الملك بن أبي الحسن بن عليٍّ الضرير، أبو يوسف الأسديُّ.
من أهل سنجار. زعم أنَّه من بني أسد بن خزيمة.
أخبرني أنَّه ولد في اليوم الرابع عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة. كان قرائًا للقرآن العزيز واعضًا في الأعزية، ويقول الشعر ويمدح به الناس. وكان مفتوق اللسان طيّب الصوت حسن الحنجرة بالقراءة. وكان خبيثًا شريرًا قليل الدين ردي الطويّة.
وخبرتُ أنَّه كان يسرق الأشعار ويمتدح بها، وقتل بقرية من قُرى الموصل يقال لها "بارمون" قتله التتار –خذلهم الله تعالى- حين وصلوا إلى نواحي الموصل وانتهبوها وقتلوا منها عالمًا كثيرًا، وسبّوا الذراري، وساقوا المواشي، وأخذوا أموالًا جمَّة وذلك في شهر ذي الحجّة سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
أنشدني لنفسه بإربل –وكان مقيمًا بالموصل- يمدحُ صاحبها بدر الدين /٨٢ أ/ أبا الفضائل لؤلؤ بن عبد الله: [من الكامل]
ظعن الحبيب وشطَّ عنك مزاره ... وتباعدت من قرب دارك داره
فإلى م تستر ما تجنُّ من الجوى ... والصَّبْر منك تهتَّكت أستاره
يا ذا الَّذي أودى به سكر الهوى ... ما آن أن ينفك عنك خماره
واهًا لذا الظَّبي الكُناسيِّ الذي ... سلب الفؤاد فما يقرُّ قراره