الفاتن الفتَّاك أمَّا طرفه ... فمخاتلٌ لمحبِّه سحَّاره
ظبيٌ له بهضاب وجرة مرتعٌ ... لكنَّ قلبي المستهام وجاره
ولهي بأسمر فاتك بلحاظه ... ما تنقضي لي في الهوى أسماره
رشًا تولَّى عاذلي في حُبِّه ... لي عاذرًا لمَّا استتم عذاره
ما للهوى أدمي يطل وقاتلي ... يبدو بصفحة خدِّه آثاره
يا صاحبي قف بالأثيل من الحمى ... وذر الغوير تشبُّ دونك ناره
وانظر على زمن الرَّبيع إذا بدا ... يختال فيه بسحبه آذاره
والنَّبت بين مكلَّلٍ ومكَمَّلٍ ... ومجدول أنست به زوَّاره
والرَّوض بين معصفر ومزعفر ... ومعنبر كملت به أزهاره
/٨٢ ب/ والزَّهر مبتسم الثُّغور يعلُّه ... أرج النَّسيم وشابه نوَّاره
والبان يبدي زهره متضوِّعًا ... قد ناح بلبله وصاح هزاره
والماء بين ترقرق وتدفُّق ... والدُّوح قد صدحت به أطياره
يحكي صفاء خلائق المولى ومن ... نصر الورى يوم الوغى بتاره
الملك بدر الدِّين أعدل مالك ... شرفت به وبعدله أمصاره
ملكٌ تعظَّم قدره ومحلُّه ... وطريفه وتليده وفخاره
مشهورةٌ من فضله أيَّامه ... مشكورةٌ من عدله آثاره
جادت يداه لنا بكلِّ فضيلة ... حتَّى تجاوز حدَّه إكثاره
وأنالنا من ماله ونواله ... مستبديًا من كل ما نختاره
ملكٌ له تعنو الملوك مهابةً ... ويزين هيبته عليه وقاره
وتخاف شدَّةٌ بأسه ومراسه ... كالموت يخشى حتفه ويواره
يا أيُّها المولى الَّذي نيروزه ... زمن منير أشرقت أنواره
أولى وطالع سعده مستبشرٌ ... بدوام ملك لا يفلُّ غراره
وافى الضَّرير إليك يطلب رسمه ... يشكو إلى مولى النَّدى إضراره
/٨٣ أ/ لمَّا تيمَّم نحو مالك رقِّه ... فرحت بقصد عبيده سنجاره
فانعم به واسعد معافى سالمًا ... ماكرَّ عصرًا ليله ونهاره