أبي الفتح عثمان العزيز بن يوسف بـ ... ـن أيُّوب أملاك الورى بعد شاذيها
مناسب ما ماء السَّماء بمدَّعٍ ... صفاها ولا زهر النُّجوم تساميها
ولا لعقود الدُّرِّ صحَّةُ نظمها ... وبهجة مرآها وحسن تواليها
على أنَّ مسعاه كفاه انتسابه ... ألا إنَّ أسباب الملوك مساعيها
مليكٌ سرايا جوده وجنوده ... غناءٌ لمرجيها عنى لمعاديها
فبالبيض أو بالصُّفر إن صال أو حبا ... تحين منايا أنفس وأمانيها
/٨٧ أ/ وذو همَّة لا يدَّعي الدَّهر حصرها ... ولا عاصفات الرِّيح بعد مراميها
بنى من مساعيه سماءً نواله ... سحائبها والمأثرات دراريها
وقام مقام الأرض عظمًا فكفُّه ... ومن صدره بحَّارها وبراريها
نوال لو أن السُّحب سحّضت بمثله ... لأغرق رضوى قطرةٌ من عزاليها
ومجدٌ لو أن الشُّمَّ تضمر مثله ... لما سُيِّرت يوم المعاد رواسيها
وحكم لو الأقدار تجري بعدله ... لما جار في حكم على الحّرِّ جاريها
هو القائد الجيش اللَّهام كما سرت ... ركاب رُكام طَبَّق الأرض ساريها
إذا حلَّ أرضًا غصَّ بالسُّمر جوُّها ... كما شرقت بالبيض منه فيافيها
ومهما سرت كادت لياليه هيبةً ... وضيقًا به تنشقُّ عنه دياجيها
خميسٌ به سبت الطُّغاة كماته ... أحدُّ قلوبًا في الوغى من مواضيها
إذا لمم النَّقع المثار تلبَّدت ... فأرماحهم يوم الطِّعان مداريها
هو المورد القود الضَّوامر من دم ... جداول شُقَّت بالسُّيوف مجاريها
وباعثها في النَّقع جردًا كما هوت ... نجوم رجوم في ظلام دآديها
/٨٧ ب/ إذا الدُّهم جالت في الصفوف وفي القنا ... حكت حدقًا في هدبها وماقيها
وقطاع هامات الكماة بسيفه ... إذا اختلفت عند النِّزال دواعيها
وناثرها بالضَّرب تحت رؤوسها ... وناظمها بالطَّعن فوق تراقيها
لنشَّابه من النُّسور وخيله ... قوادمها يوم الوغى وخوافيها
كما أنها عند النِّزال تكفَّلت ... بإرواء صاديها وإشباع طاويها
ليهن زمانًا أنت فيه افتخاره ... على سالف الأزمان طرًّا وآتيها
ويهن رعايا فوَّض الله أمرها ... إليك فأضحى العدل منك يراعيها