للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوم هم المقصود من خلق الورى ... فهم المعاني والأنام كلام

قوم هم الزُّهر النُّجوم إذا غطى ... نور البصائر للضَّلال ظلام

لأكلفَّنك قطع قفر قطعة ... يذر الفنيق وما عليه سنام

في صائف تعلي لشدةَّ حره ... وتجيش فيه بما حوته الهام

حصباؤه كالجمر تخطو فوقه ... فتكاد أن تلهَّب الأقدام

وترى الضَّباب تلوب في جنباته ... كبنات ماء شفهَّن أوام

(وإذا المطيُّ بنا بلغن محمَّداً ... فظورهنَّ على الرَّجال حرام)

(قربننا من خير من وطئ الحصى ... فلها علينا حرمة وذمام)

/٨٩ أ/عندي لها إن صافحت ثفناتها ... أكناف يثرب مسرح ومسام

وموارد زرق النَّطاف طوافح ... بالبارد العذب الزُّلال جمام

ويقلُّ ذلك في جزاء صنيعها ... ولقلَّما غمط الجميل كرام

وأنشدني لنفسه وقد قال هذه الأبيات في البيت بيت مكَّة – شرفَّها الله تعالى: [من الطويل]

قصارك عن غيِّ الشَّبيبة إقصار ... فجعِّل فما الدُّنيا لذي فطرة دار

وسر نحو بيت الله مستغفراً لما ... جنيت فإنَّ لله لذنب غفَّار

يوافيك في إغضائه لطف برِّه ... ويغضي على عصيانه وهو جبَّار

رؤوف على من جاءه متنصَّلًا ... ولكن على من حاده فهو قهَّار

قريب مجيب للدعاء وإن نأت ... أو اختلفت فيه جهات وأخطار

فلا كثرة الدَّاعي يغلَّط سمعه ... ولا ضاره من قول داعيه تكرار

إذا ما ألحَّ السَّائلون اجابهم ... ولا يعتريه من محلِّيه إصحار

إلى كعبة سوداء في عين جاهل ... وفي عين ذي اللبَّ المنوَّر أنوار

/٨٩ ب/ يطوف بها في حندس اللَّيل دائمًا ... رجال هدى شعث الملابس أبرار

رؤوسهم من خشية الله نكّسُّ ... ودمعهم من فارط الذَّنب مدرار.

لأنفاسهم من شدَّة الوجد لاعج ... تكاد تراءى منه للمبصر النَّار

<<  <  ج: ص:  >  >>