بأقرب للباغي جداه من الثَّرى ... وأبعد للباغي معاليه من زحل
بألطف في الأرواح من عبق الرُّبى ... وأحسن في الأبصار من حلية الكحل
بسهم ولكن جلَّ عن موقع الخطا ... ورمحٍ ولكن جلَّ عن وصمة الخطل
بسيف ولكن يفضل السَّيف إنَّه ... على طول ما يبري برئ من الفلل
بمن ليس في الدنيا وقد غدرت به ... وقد أسلمته عنه من أهلها بدل
بمن كان حليا في ترائب دهره ... ألا فليبوء الدَّهر من بعد بالعطل
بمن كان أما عرضه فموفَّر ... مصون وأما ما حواه فمبتذل
بمن كان مهما أعجم الخط في الوغى ... قرى السَّيد والعقبان ما بالظُّبا شكل
بمن كان يدعى حمزة الحرب راكبًا ... ولكن إذا اشتدَّت جوارحها نزل
وهي أبيات كثيرة.
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الوافر]
سأجعل للعلا أبدًا حنيني ... وأسهر في تطلُّبها جفوني
وأطلع دونها صبح المواضي ... إذا اسودَّت ليالي الخطب دوني
/٩١ أ/ فإمَّا أن تساعفني منائي ... فأبلغ أو تصادفني منوني
فمثلي لا يقوم به قليل ... ولا يرضى من الدُّنيا بدون
رهنت المجد لذَّاتي على [من] ... يواصلني وقد غلبت رهوني
على سمر الرِّماح نجاح عزمي ... وبيض الهند والخيل الصَّفون
إلى م وكم تسوِّفني اللَّيالي ... وتمطلن من العليا ديوني
يقيني أن أذَّل وأن أحابي ... وأن أعنو لمخلوق يقيني
سأنهض نهضة تدني الأماني ... فلا يؤيسك من أمل سكوني
أأخمل والنَّباهة في لساني ... واعجز والمهنَّد في يميني
وأنشدني لنفسه أيضًا في أمير مليح الصورة جوابًا عن رقعة وردت منه يعتبه على انقطاعه عنه – ويلقب شمس الدين-: [من الخفيف]
يا أميراً له الملاحة جند ... وعليه من البهاء حجاب
/٩١ ب/ للحيا والحياء منه إذا لا ... قاك روض مفوَّف وسحاب