وشمت عليها من سطاه وعزمه ... شبا صارم يفري الضَّريبة مرهفا
عليك علاً لو صافحت يده صفًا ... لفاض الفرات العذب من ذلك الصَّفا
يحور على الأموال بالجود باذلًا ... ومن نائبات الدَّهر مازال منصفا
تعود أن يغدو له الله مخلفًا ... إذا راح للأموال بالجود ملتفا
يشفُّ بما فيه من الّلطف خلقه ... وليس يشف الماء إلا إذا صفا
يريك عذاراً دبَّ في خذ أغيد ... إذا هو في التَّوقيع نمَّق أرحفا
ويبدي هلال السرج من وجه ذكا ... ومن سيفه صبحًا إذا النقع أسدفا
محاسن من خلق وخلق خلالنا ... بها وهو موسى في الملاحة يوسفا
لقد لبست منه الليالي محاسنًا ... غدا البدر منها للحسادة أكلفا
تشَّوف آتيها ليلقاه مثلما ... تلفَّت ماضيها إليه تأسفا
ومذ نطقت فائيتي في مديحه ... على خفر لم تبق للنطق [حرف] فا
/٩٤/أتركت له أهلي وصحبي وموطني ... وطفلا كمثل الفرخ بي متألفا
إذا أشتاقه طرفي استهلّ صبابة ... وإن ذكرته النّفس مالت تلهفها
وأعطى الذي أمّلت منه مضاعفًا ... وأسلف آمالي عطاءً وشرَّفا
فملّكه الله البلاد لأنّه ... غدا بعباد الله فيهن أرأفا
ولا زال بالتَّقوى وبالعدل عاملًا ... له وعلى الأملاك بالفضل مشرفا
وأنشدني لنفسه فيه أيضًا يمدحه: [من المنسرح]
أفرط في الصّد عن معنّاه ... وزاد عجبًا عليه معناه
بدر تمام لا النّقص يدركه ... ولا يعاب الكسوف يغشاه
يظن أن القلوب ما خلقت ... إلاَّ ليسطو بها وتهواه
تاه مدلًا بحسن صورته ... وعشقنا والمليح تيَّاه
آه على عطفه وزورته ... لو نلتها والمحب أواه
بالله يا شمس عاتبيه ويا ... بدر فأنتم في الحسن أشباه
ويانسيم الصَّبا بحقّك إن ... جزت عليه فاستهد ريَّاه