إنَّ السَّيادة قد ألقت إليك يدًا ... أقذت لحاظ حسود كان قد طمحا
سارت بمجدك أيدي العيس فازدحمت ... فيك القوافي وكانت عندك الفصحا
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الطويل]
ألمَّت وقد أرخى الظَّلام لها سترا ... فحيَّت وهل يخفي لشمس الدُّجى مسرى
أرادت لتطوي سرَّها عن رقيبها ... فضوَّع نشر المسك من طيبها نشرا
وما كنت أدري قبلها أنَّ بانّة ... إذا أنبتت في الدّعص أثمرت البدرا
ولم أر عذبًا سائغًا ينقع الصَّدى ... سوى ريقها ألقى على ساحل درًّا
المياء ما وجدي عليه بفاتر ... فما لفتور الطَّرف قد زادني فترا
أأخذر في ليل الصَّبابة ضلُّةً ... وقد لمحت عيناي من وجهها بدرا
وأخشى من اللُّوّام عدلًا ولو رأوا ... شمائلها أبدوا على حبَّها عذرا
تذكَّرني وشك الرَّدى إن نسيتها ... وقد عطفت نحوي لتقبيلها نحرا
/١٠١ أ/ تميل كما مال النَّزيف وتنثني ... معاطفها من غير مشمولة سكرا
فللَّه يوم قصَّر الوصل عمره ... وكم طوَّل الهجر أن من قبله عمرا
أقبَّل طورًا فيه وردة خدَّها ... وأرشف طورًا من جنى ريقها خمرا
خليليَّ لا والله ما أنا مضمر ... سلواً ولا أعطيت عن حبّها صبرا
فلا تعذلاني إن صبوت فقد رأت ... لحاظي من آيات مبسمها الكبرى
تقول وأخلانا الرَّقيب وغيَّب النُّـ ... عاس عيونًا كنَّ من دوننا خزرا:
أحبا وإفلاسًا فقلت لها أهدأي ... إذا جئت إبراهيم لم أخف الفقرا
وأنشدني أيضًا لنفسه يمدح الأميرين سيف الدين عليًا، وعماد الدين أبا بكر إبني قليج الحلبييَّن: [من الخفيف]
واضح الثَّغر والمحَّيا البهيج ... هيَّج الشَّوق أيَّما تهييج
فدعاه فلو أراد سلوَّاً ... لم يبت حلف لوعة ونشيج
يا خليليَّ خلّيا عدل صبًّ ... بات في الحبّ بين أمر مّريج
/١٠١ ب/ جذبته أيدي الصَّبابة فانقا .. ز دولبَّي داعي الغرام اللَّجوج