قسا ورقًّت حواشيه فيصحب في ... أيدي الوشاة وإن جاذبته جمحا
أستودع الله قلبًا لا يفيق ولا ... يزال بالوحد مغبوقًا ومصطبحا
تحنُّ مهجته شوقًا وتسأل عن ... سكَّان نجد نسيم الرّيح إن نفحا
يا معهد اللَّهو لا زال العهاد على ... مغناك يسحب أذيال النَّدى مرحا
فكم لبست الصّبا غضًّا بساحته ... ورحت في الغيّ مرتاحًا ومقترحا
أعطي الأماني فؤادًا لا يضيق به ... هم وصدرًا إلى اللَّذَّات منشرحا
حتَّى أستردَّ زماني من مواهبه ... من المسَّرة ما أعطى وما منحا
/١٠٠ أ/ وأفسد الدَّهر عيشًا في تقلبه ... لولا أبو البركات ما صلحا
لولا أبن موهوب المرجوُّ ما وهبت ... إساءة الدَّهر ب لم ترتج الفرحا
أغرُّ لا شرس الأخلاق منقبض ... وسط النَّديّ ولا بد أن مزحا
كانَّ أخلاقه روض مدَّبجة ... فينا وغرتَّه الصُّبح الَّذي وضحا
مهذَّب الرَّأي لا يثنيه عن كرم ... يوم المحامد تعنيف أمري نصحا
يا طالب الرّفد لا يلوي على سكن ... ولا يصحب إلاَّ الأنيق الطُّلحا
زر إربلًا وانح ربعًا حلَّ ساحته ... وجه المبارك تلق السَّي قد نجحا
قضى على المال بالإطلاق منذ قضى ... أن يحبس الحمد في علياه والمدحا
يا أيُّها الصَّاحب المحيي بهمَّته ... للعم بالدَّرس درسًا كان قد مصحا
لا يخذل الخطب من أصبحت ناصره ... ولا يرى الفقر من وافاك ممتدحا
لك اليراع الَّذي تخشى بوادره ... ويرتجي سيلة الهامي إذا رشحا
بيض الأماني بسود من ذوائبه ... كالبدر أشرق في اللَّيل الذي جنحا
لا تخش يا شرف الدّين الزَّمان بما ... قد كان مقترفًا يومًا ومجترحا
/١٠٠ ب/ ستنجلي هذه الغمًّاء عنك كما ... تفرَّ الغيم عن شمس النَّهار ضحى
لا تيأسنَّ لبدر غاب مستتراً ... عن العيون بان يعلو ويتضحا
وللقضيب وإن اوردت بضارته ... بأن ترى الطَّير في أعلاه قد صدحا