للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حفظ القرآن الكريم وقراه للسبعة والعشرة على أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي الفضل المرسي النحويّ، وقرأ علم النحو والعربية على أبي البقاء عبد الله بن الحسين النحوي البغداديّ، وسمع على أبي حفص /٩٩ أ/ عمر بن محمد بن طبرز والبغدادي معظم سماعاته، وأخذ من فقه الإمام الشافعي – رضي الله عنه – صدرًا صالحًا.

كان اجتماعي به بإربل في ذي القعدة سنة ستٍّ وعشرين وستمائة؛ وسالته عن مولده فذكر أنَّه ولد في شهر رحب سنة أربعة وتسعين وخمسمائة بدار القّز.

ومدح جماعة من مقدَّمي إربل وأماثلها، وسافر عنها إلى سنجار فأقام بها قليلًا ورحل منها إلى ميَّافارقين فمات بها في أوائل المحرم سنة ثمان وعشرين وستمائة. وأبيعت تركته بيد نواب الموريث في ربيع الأوَّل سنة ثمان وعشرين؛ كذا أخبرني بوفاته الصاحب الوزير مؤيد الدين أبو نصر إبراهيم بن يوسف ابن إبراهيم الشيباني – أسعده الله تعالي.

ومن شعره ما أنشدني لنفسه- في التاريخ المذكور – يمدح الصاحب الوزير شرف الدين أبا البركات [المبارك] بن أحمد بن المبارك المستوفي – رضى الله عنه: [من البسيط]

/٩٩ ب/ نعم هو السنح من نعمان قد سنحا ... فلا تلو منَّ غرب الدَّمع إن سفحا

فما ترى مدمع العشَّاق منتزحًا ... إلَّا لفقد حبيب صدَّ أو نزحا

لا يبعد الله من يدنو المنام به ... وهنا فيبخل إن طيف به سمحا

ومنها يقول:

ظبي أطعت التَّصابي في محبَّته ... عفوًا وعاصيت في سلوانه النُّصحا

لله من سكن لولاه ما سكنت ... قلبي المعنَّى هموم الوحد والبرحا

وبدر تمّ لو أن البدر قابله ... مفاخر التوارى عنه مفتضحا

<<  <  ج: ص:  >  >>