للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المظفَّر بهرام شاه بن فرّوخ شاه بن شهنشاه بن أيوب بن شاذي – صاحب بعلبك – وكان قريبًا منه وحظي لديه، وصار أحد شعرائه وندمائه فحين اننتزعت منه بعلبك تجَّول يعقوب في بلاد الشام يرتزق المتموّلين منها وأرباب الثروة بأشعاره.

ثم انقطع إلى الأمير موسى بن المجلّى الكرديّ، وصحبه مدَّة من الزمان؛ ثم فارقه ونزل حلب فرأيته بها شابًا أشقر قصيرًا فيه دمائة أخلاق وكياسة وحسن عشرة، يتشيع ويميل /١٠٣ ب/ إلى محبَّة أهل البيت – صلوات الله عليهم وسلامه.

وأنشدني كثيرًا من شعره، وكتب لي منه كراسةً بخطّ يده؛ إلاَّ أنَّني فقدتها وعدمتها، ولم يبق عندي من شعره شيء إلاَّ ما أنا ذاكره – إن شاء الله تعالى – وأخبرني أنَّه ولد في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.

ومما أنشدني لنفسه يمدح الملك الأمجد – صاحب بعلبك: [من المنسرح]

سالمه بعد حربه الحرب ... وعاودته الههوم والكرب

فتًى كساه غرامه وصبًا ... فهو معنًّى بلبسه وصب

وشنَّ غاراته السُّهاد على ... أجفانه فالرُّقاد منتهب

رمته قوس النَّوى بمصمية ... لا نبعة عودها ولا غرب

فأحكمت في صميم مهجته ... شقّاً من الوجد ليس ينشعب

أحبابنا هل لحبل ألفتنا ... وصل فقد راح وهو منقضب

فأنتم فالدِّيار لا أمم ... بعد تنائيكم ولا صقب

ياربَّ ليل سهرته ومحَّـ ... الصُّبح عنِّي كالخطِّ محتجب

/١٠٤ أ/ كأنَّ لي عند نجمه عدةّ يمطلني كونها وأرتقب

همَّت بقلبي الهموم تنزعه ... بل كربت أن تميتني الكرب

فتارة ناظري يريق دمًا ... وتارةً بالدُّموع ينسكب

حتَّى بدت غرَّة الصَّباح كنصـ ... ل الهنداويِّ حين ينتصب

أو كمحيَّا السُّلطان لا سَّيما إَّبـ ... ان يرضى وساعة يهب

الملك الأمجد الَّذي أثنت الـ ... عجم عليه وثنَّت العرب

سحاب جود فيه السَّلامة والـ حتف وطيب الحياة والعطب

<<  <  ج: ص:  >  >>