للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ملكًا لم يكن لتحجبه ... عن مستجبر بباسه الحجب

ومن إذا جاد يوم مسغبة ... ضنَّت حياء بجودها السُّحب

بشراك يا منتهى النُّفوس فقد ... وافاك بالسُّعد وافدًا رجب

جاذبه شوقه إليك فلـ ... مَّا أن رآك أستفرزَّه الطَّرب

وقال عجبًا منه ومقوله ... إذا تمعنَّته هو العجب

عش يا مليك الزَّمان في دعة ... فليس للعيش عنك منقلب

وانشدني لنفسه ما كتبه إلى الشريف ابن الزاهد الشاعر البغدادي العلويّ: [من المتقارب]

إلا أيُّها السَّيِّد الفاطميُّ ... ومن هو مفتخر بالحسين

ومن صيَّرته أفاعيله ... وآباؤه ثالث الفرقدين

ومن بهدى قوله نهتدي ... هدايتنا بسنى النَّيرين

/١٠٥ ب/ لك الله من ناظم ناثر ... عقود النُّهى وعقود اللُّجين

منزُّهة كل شيء حوت ... بها الزَّين في النَّاس عن كلِّ شين

ملأن يدي بالنَّوال العميم ... وشنَّفت سمعي وأقررت عيني

وقد كنت أذنبت من قبلها ... فجازيتني منك بالحسنيين

أبت لك أنسابك الحاليا ... ت إلاَّ التَّفضُّل في الحالتين

وأنِّي أمرؤ قبلتي في الولاء ... أبوك المصِّلي إلى القبلتين

فتى كان في بدر بدر الهياج ... ومبدي حنين النِّسا في حنين

ففي هذه هو لي جنَّة ... وفي تلك أرجو به الجنَّتين

ونقلت من خطّه قوله يمدح بعض الأكابر: [من المنسرح]

من لسليب الرُّقاد منهبه ... واري زناد الفؤاد ملتهبه

ممتدِّ ظلِّ الغرام وارفه ... منبتِّ حبل السُّلوِّ منقضبه

كان سليمًا فمذ عرضت له ... أسلمه شجوه إلى شجبه

وبارزت صبره صبابته ... فلم يكن همُّه سوى هربه

/١٠٦ أ/ وشادن خدُّه تألَّف من ... ضدَّين من مائه ومن لهبه

ينأى ويدنو فحالتي أبدًا ... في نأيه حالتي وفي كثبه

<<  <  ج: ص:  >  >>