للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماس وماجت أردافه فرأيت الغصن لينًا يميس في كثبه

وأفترَّ عن ثغره الشَّتيت كما ... يفترُّ كأس الرَّحيق عن حببه

إذا لماه أرتشفته سحرًا ... وجدت برد الضَّريب في ضربه

ومهمه جبته وقد هرب اللَّيل وجاء الصَّباح في طلبه

بذي سبيب فاز أمرؤ جعل الأسباب موصولةً إلى سببه

كالصَّقر كالحوت كالغزالة في ... جريتها كالغزال في خببه

قربني من فتى مخيلته ... تبين صدق الرَّجاء من كذبه

ذاك الشِّهاب الَّذي بطلعته ... تغنيك في اللَّيل عن سنى شهبه

أسمح من حاتم وأفصح إذ ... يغرب من يعرب ومن عربه

وقل لمن رأم أن يساجله ... يملأ سجل العًلا إلى كربه

لا بن نقًا راحه محلِّقة ... في الجود ألَّا تبقي على نشبه

يمِّممه يا طالبًا فوائده ... فجوده مطلب لمطَّلبه

/١٠٦ ب/ يعطيك ما لا تكاد تأمله الأنفس من ورقه ومن ذهبه

كلُّ كريم وإن تقدَّمه ... فإنَّه واطيء على عقبه

كالبحر في الرِّي ماله أثر ... وإنَّما الرِّي في حيا سحبه

القائل القول من لطافته ... يكاد يشفي المريض من وصبه

تفيض سود الخطوب منه وقد ... يسودُّ وجه البليغ من خطبه

يرهب أقلامه فتغنيه يوم الرَّوع عن سمره وعن قضبه

تمجُّ أري الصُّديق ساعة ما ... يرضى وشري العدوِّ في غضبه

والله ما تفعل الكتائب ما ... تفعله المحكمات من كتبه

كم عاطب اوجبت سلامته ... وكم سليم ألقته في عطبه

يا قاسمًا حيث كان نائله ... بين صعود الورى إلى صببه

عطفًا على عبدك الَّذي نسخت ... راحته بالكثير من تعبه

وهو كما قد علمته رجل ... أقر أحساءه على سغبه

<<  <  ج: ص:  >  >>