وأتى فيه بما لم يسبق إليه من تقريب مسائل التصريف وتهذيب قوانينه، وشرح كتاب المفصَّل لأبي القاسم الزمخشري، وأتى فيه بالعجب من كشف غوامضه وإيضاح مشكلاته، وقرئ عليو وكتب به /١٠٨ ب/ نسخ كثيرة.
وكان من المشايخ الظراف، وحسنات الزمان لطفًا وكياسة، وسهولة أخلاق ودماثة، حسن الدُّعابة، طيب الفكاهة مليح المجالسة، صاحب نوادر مستطرفة.
وكان اجتماعي بالشيخ أبي البقاء بحلب في سنة أربع وثلاثين وستمائة في ربيع الآخر، وسألته عن ولادته، فقال: في شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. وتوفي بها يوم الأربعاء ثالث وعشرين جمادي الأولى سنة ثلاث وأربعين وستمائة، ودفن بمقام إبراهيم – عليه السلام – قبلي المدينة تغمده الله برحمته ورضوانه إنَّه جواد كريم. وكان يقول أشعارًا قريبة الأمر.
أنشدني منها ما كتبه إلى الملك الظاهر غياث الدين غازي بن يوسف بن أيوب – رحمه الله تعالى – في التاريخ المذكور:[من البسيط]
يا أيَّها الملك الميمون طائره ... ومن سحاب نداه الدَّهر هطَّال
ومن صوارمه في كلِّ معركة ... جوازم وطلى أعداه أفعال