للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما ضرَّ ذا الخال لمَّا فاق معناه ... لو بات من صدِّه خال معنَّاه

أو أنَّه أمر الطَّيف المزاور أن ... يزور مضجعه لمَّا تجافاه

عساه يرثي له ممَّا يكابده ... من الغرام إذا ما اللَّيل يغشاه

يا ويح من ضمِّنت نارًا حشاشته ... تصعَّدت فهمت للعين أمواه

فكيف يطفي غليل من عليل جوى ... ظبا عيون الظِّباء العين أضناه

بان الخليط بصبر المستهام ضحى ... فجدَّ بي الوجد لمَّا جدَّ مسراه

فظلت أندبه والدَّمع منهمل ... حتَّى لقد كاد أن تطفو مطاياه

فمن لمرغوب بين قلَّ ناصره ... وصبره إذا تجافاه أحبَّاه

صبّ تمَّنى بأن يقضى له وطر ... منهم فلم يقض يومًا ما تمنَّاه

وقال أيضًا: [من الخفيف]

إنَّ خيرًا من قهوة ونديم ... حكمة أستفيدها من حكيم

ثمَّ أنهى من أتِّباع المعاصي ... طلب العلم من ذوات العلوم

/١١٣ أ/ ليس سجع القيان مع نغمة المـ ... طرب في حندس الظَّلام البهيم

كسماع القرآن من منطق عذ ... ب وتسبيحه لربّ رحيم

فذر الخم والخمار فما الشُّر ... ب مع الشَّرب في ظلال الكروم

كجلوس مع عالم مستفيدًا ... نوره ساطع لدى التَّعليم

فتجنَّب معاصي الله في دا ... ر غرور جاءت بعيش ذميم

لا تكن واثقًا إليها فكم قد ... أوثقت واثقًا بخطب جسيم

كدرَّت صفو عيش آدم في المبـ ... دا فمبدا عنادها من قديم

غرَّبت نوح في البلاد فكم كا ... بد بعد اهتمامه من هموم

عاش فيها أيُّوب ما بين صبر ... غير خاف وبين جسم سقيم

وهي أودت بصبر داود لمَّا ... فتنته بفعلها المذموم

فغدا باكيًا يروَّي سهول الأ ... رض من فيض دمعه المسجوم

وقال يمدح الرئيس صفي الدين إسماعيل بن أبي القاسم الحلبي: [من الخفيف]

حال عن عهده ومال الملول ... حين [أصغى] لما يقول العذول

/١١٣ ب/ من به في الهوى يزيد غرامي ... دون تقصيره ووجدي يطول

<<  <  ج: ص:  >  >>