للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٩٦٠]

يوسف بن إبراهيم بن نصر بن عسكر بن نصر بن عسكر، أبو العزِّ بن أبي إسحاب الموصلي.

وأبوه قاضي السلاميّة، وقد مرَّ شعره في موضعه.

وابنه هذا كان قد قرأ طرفًا جيدًا من الفقه على مذهب الإمام الشافعي – رضي الله عنه – بالموصل بالمدرسة النورية التي أنشأها أتابك نور الدين أبو الحارث أرسلان شاه بن مسعود بن مودود. وتأدّب وكان له دراسة وفهم، يقول أشعاراً.

رأيته غير مرة /١١٤ ب/ واقتضيته شيئًا من شعره، فلم يقدر أن اكتسب عنه شيئًا منه، وسافر إلى آمد واستوطنها إلى أن توفى بها. وكان شابًا حسنًا ذا قريحة سمحة، وخاطر موات في النظم.

أنشدني أبو الفتح مسعود بن مودود الضرير الكرخيني، قال: أنشدني يوسف بن إبراهيم بن نصر بن عسكر يمدح بدر الدين لؤلؤ بن عبد الله – صاحب الموصل: [من الكامل]

ظعن الأحبَّة منجدين وساورا ... وسرت بقلبي والفؤاد نوار

وبقيت مختطف الفؤاد متَّيما ... فالقلب يخفق والدُّموع غزار

لا يستقرُّ بي القرار فمنجد ... إن أنجدوا ومغوَّر إن غاروا

لا تنكرنَّ لي الوقوف بربعهم ... لولا الأحبَّة لم تشقني الدَّار

ومنها قوله:

يا من أعار قوامه غصن النَّقا ... هيفًا ودون جبينه الأقمار

كيف استبحت القتل وهو محرَّم ... أنسيت ما صدعت به الأخبار

فأجابني في حكم أرباب الهوى ... قتل المحب على الحبيب جبار

<<  <  ج: ص:  >  >>