قيل إذا عقد الحبى وسميدع ... إن شبَّ للحرب العوان شرار
وإذا تناوله الكماة بمأزق ... فطوال أعمار الكماة قصار
كلف بتشتيت الُّلهي فكأنَّما ... يوم العطاء له عليه ثار
ومن شعره أيضًا ما كتبه إلى بعض أصدقائه إلى إربل:[من الطويل]
ترى إن سألت الرَّيح حمل تحيَّتي ... إلى إربل الغراَّء تحملها عنَّي
فما حنَّ مشتقاق إلى طيب منزل ... حنيني إلى الغرَّاء كلاَّ ولا حزني
سررت بلقياه فعاد فراقه ... عليَّ بأضعاف السُّرور من الحزن
ومنها: فليت المطايا سرن بي عنه سرن بي ... إليه ولو كان المسير على جنفي
[٩٦١]
يوسف بن أحمد بن يوسف بن الأزرق، أبو العزِّ الفارقيُّ الأصمُّ
كانت ولادته في اليوم الثالث من جمادى الأول وهو يوم السبت سنة سبع وسبعين وخمسمائة
/١١٥ ب/ كان هذا الرجل من أشهر بيت بميّافارقين وأقدمه. ومن عجيب شأنه أنُّه كان على أشدّ ما يكون من الصمم؛ وحكي لي أنه كان مع صممه ذكيًا بصيرًا، شديد التيقظ، مفرط الفطنة، أعطاه الله فهمًا دراكًا، وخاطرًا وقّادًا، وفطرةً سليمة. وإذا أراد إنسان منه حاجةً أوامرًا ما يروم بذلك تعريفه كتب له في الهواء فيدركه سريعًا بلا توقف، أو يشير إليه ويحرك له شفتيه فيفهم المعنى المراد به والغرض المطلوب بأدنى إشارة وأيسر إيماء.
وله مع ذلك شعره؛ وهو القائل يمدح المولى الصاحب الوزير العالم الكبير مؤيد الدين أبا نصر إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم الشيبانيّ – أدام الله سعادته وبلَّغه أمنيته بمحمد وآله وصحبه أجمعين:[من الكامل]