فخذ من اليمن أبو الحجّاج بن أبي الطاهر المقدسيُّ، الأصل المصريُّ المولد والمنشأ.
كان والده عارض الجيش في ديوان الملك الناصر صلاح الدين أبي المظّفر يوسف بن أيوب بن شاذي – رضي الله عنه – وكذلك جدُّه أبو الحجَّاج.
وكان من عقلاء الناس، ونبلاء الرجال وفضلائهم، له معرفة بالأدب والعربية واللغة وعلم التواريخ، وسير الناس وأيامهم، وذَّيل على كتاب "تاريخ اليمن" الذي ألَّفه عمارة اليمني، كتابًا سمَّاه:"البرق اليماني".
وسافر /١١٨ ب/ إلى بلاد اليمن، وأقام به مدة يعاشر علماءها ويخالطهم، ويقبض من فوائدهم.
وحدّثني الأمير شرف الدين أبو حفص عمر بن أسعد بن عمّار الموصلي بها - أسعده الله تعالى – قال: حدَّثني أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل المصري، قال: بلغني أنَّ بعض المجان بزيد ضاع له خروف عند نزول العسكر بظاهرها فبكى عليه، وسألني بعض الأصحاب أن أقول فيه على لسانه شيئًا، فقلت هذه الأبيات:[من الوافر]
بكيت على الخروف بكاء صب ... ومن لي أن أمتَّع بالخروف
لهوت به قرير العين حينًا ... وصارمني ففارقني أليفي
أرقِّصه فيعجبني خيالًا ... فيا لك من أبي عجب خفيف
ألم أخضب شواك ولم أقصِّر ... ألم أجعلك يا سكني حريفي
نشدتك في الخيام بجهد نفسي ... وأغليت الجعالة بالمشوف
فلا خبر ولا أثر يداوي ... لهيب النَّار في القلب الضَّعيف