عن مولده، فقال: عمري إلى الآن إثنتان وسبعون سنة؛ فيكون تقدير ولادته سنة اثنتين وستين وخمسمائة. واستنشدته من شعره جملة وافرة، وكتبت عنه.
وكانت وفاته يوم الجمعة تاسع عشر المحرم، ودفن من يومه بمقبرة باب أنطاكية غربي المدينة ظاهرها، وذلك في سنة خمس وثلاثين وستمائة – تغمده الله برحمته ورضوانه-.
وديوان شعره في أربعة أجلاد يحتوي على عشرين ألف بيت، وصار إلى بعد موته كتاب من قيله قدر كراستين بخطّ يده لقبه "بخوض النبيه في روض التشبيه" جامع لفنون متعددة وضروب مختلفة في بدائع الأوصاف والتشبيهات، ووقع إلّى كتاب /١٢٠ أ/ من إنشائه ترجمه ب"رصف الجمان في وصف الغلمان" يحتوي على التغزل بالغلمان المبدعين حسنًا وظرفًا، ونعت صنائعهم وأحوالهم؛ وهو كتاب ممتع في فنِّه جدًا، وله كتاب آخر من نظمه عارض به الكتاب المقدم ذكره، عنونه بـ"النكت السَّواري في صفة الجواري".
ومما أنشدني لنفسه في التاريخ المذكور: [من الكامل]
لاح الصَّباح فغنَّت الأطيار ... وتمايلت طربًا لها الأشجار
والبان مطلول الفروع كأنَّما ... في كلِّ غصن منه موسيقار
وتنفَّست ريح الصَّبا فصبت لها ... روح الغدير فصفَّق التَّيار
والأرض قد راض الرَّبيع شماسها ... وأزال فرط ذرارها آذار
وتلفَّعت أطرافها بمطارف ... خضر تنمنم وشيها الأزهار
والنَّهر أحوى الشَّاطئين كأنَّه ... خدٌّ أحاط بصفحتيه عذار
قم يا نديم فقد بكى راووقنا ... ولنا بفرط قطوبها استبشار
وتملَّها من قبل شبيك نعمةً ... فمع الشَّبيبة تحسن الأوزار
/١٢٠ ب/ وأنشدني أيضًا لنفسه يصف الخمر: [من الخفيف]
إسقني الرَّاح كلَّ يوم خميس ... بين مرد شمامس وقسوس
من شمول بكأسها تجمع الشَّمـ ... ل وتنسيك كلَّ همٍّ وبوس