وأتت حلاوة وصله في ساعةٍ ... فيها ذممت مرارة الهجران
قمرٌ مسيحيٌّ يميت وتارةً ... يحيى فدونكم المسيح الثَّاني
ما شدَّ زنَّارًا له في بيعةٍ ... إلاّ وحلَّ عزائم الرُّهبان
غرست يمين الحسن في وجناته ... آسًا يصون شقائق النُّعمان
وأنشدني أيضًا لنفسه من خمرياته: [من البسيط]
حيِّ النَّدامى بكأس الرَّاح يا ساقي ... فالحرب قائمةٌ فيها على ساق
أما ترى الصَّوم قد ولَّت عساكره ... وعسكر الفطر في حثٍّ وإعناق
وأصبحت لهبة القنديل قد رجمت ... بشعلة الكأس رجم المارد الرَّاقي
/٢٦٦ ب/ وصار كلُّ بلال فوق مأذنة ... كأنَّه معبدٌ في حذق إسحاق
يا صاحبيَّ اجعلا باقي كؤوسكمًا ... حظِّي فبي غلَّة الصَّادي إلى الباقي
وعرِّضا بالَّذي ما كنت زائره ... زورًا ولا واثقًا منه بميثاق
وذِّكراه التَّصابي وهو يمزجها ... كأنَّها ما صفا من دمع مشتاق
صبهاء في جفنه منها وفي فمه ... ما كنت أخفيه من دائي ودرياقي
أحبُّه وهو لا يدري وأكتمه ... وجدي فتبديه أشجاني وأشواقي
واستجير به من سحر مقتله ... وكيف يصحو نديمٌ خصمه السَّاقي
وأنشدني لنفسه يمدح الأمير الكبير الأصفهسلار العالم ركن الدين أبا شجاع أحمد بن قرطابا بن عبد الله الإربلي –أدام الله أيامه-: [من الكامل]
قسمًا بورد الوجنتين يصونه ... آس العذار ونرجس الأجفان
وبسلسل ما بين سمطي لؤلؤ ... حفَّت به من جوهر شفتان
/٢٦٧ أ/ وبكلِّ قدٍّ كالقضيب يميل من ... سكر الصِّبا كتمايل السَّكران
وبصبح وجه تحت ليل غدائر ... تبدو كحظِّ عبيدك الشَّيطان
وبلين أعطاف السُّقاة إذا رنت ... شزرًا إليها مقلة النَّشوان
وتمايلوا غصبًا فخلت قدودهم ... تحت الغلائل من غصون البان
وبما لركن الدِّين عندي من يد ... ما للزمان بها عليَّ يدان
إنِّي لأحسد من أرى في بيته ... في يومنا هذا ارتفاع دخان
يا أيُّها الملك الَّذي في وجهه ... من بشره وسماحه نوران