للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمستجار ببأسه وبعفوه ... وبجوده في طارق الحدثان

والملتجى بجنابه والمرتجى ... لإغاثة الدَّاعي وفكٍّ العاني

وحياة رأسك إنَّه أقصى المنى ... عندي ودون مكانه الثَّقلان

قد حلَّ بي في ذا الصَّباح ثلاثةٌ .. بأقلِّها تهوى هضاب أبان

بردٌ ولا فحمٌ وفرط خوى ولا ... قوتٌ مسكنةٌ ولا فلسان

ولطالما أصبحت ندماني [إذا] ... حان الصَّبوح بخندريس ألحان

وسقيته بيدي اغن كأنَّه ... بدرٌ بدا في أربعٍ وثمان

/٢٦٧ ب/ وخلعت ما وصلت إليه يدي ولم ... اعمل حساب طوارق الأزمان

فالآن قد برح الخفاء وخانني ... ربحٌ صفعت به قفا الخسران

أمعلِّمي من فضله ومخوِّلي ... من ماله في السِّر والإعلان

أحسن إليَّ فإنَّني لا كافرٌ ... حسن الصَّنيع وساعة الإحسان

وامدد إليَّ يدًا أؤمل مسدَّها ... نحوي تكفُّ يدي عن الإخوان

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من المدير]

آه لولا سحر مقلته ... ورحيق في ثنيَّته

ومعان فيه قد جمعت ... لتلافي في محبته

ما جرى دمعي ولا خضعت ... عزتي قسرًا لذلَّته

جاءني يسعى وفي يده ... قدحٌ في لون وجنته

ونجوم اللَّيل قد بزغت ... والثُّريا مثل قبضته

فشربنا من يديه على ... خدِّه من خمر ريقته

واتكا سكرًا فما عبثت ... لي يدٌ إلاَّ بتكَّته

وأنشدني أيضًا /٢٦٨ أ/ لنفسه يمدح بدر الدين أبا الفضائل لؤلؤ بن عبد الله –صاحب الموصل- من قصيدة طويلة أولها: [من المتقارب]

لامِّ عدوِّ علاك الهبل ... أملُّ ولم أجن ذنب الملل

إذا دعن القرب لمَّا ظمئت ... إليه ولم أسق منه بلل

وأشتاق ناديك يا من إليـ ... ـه تشدُّ الرِّحال وتحلو الرُّحل

أعيذك بالله من مثل ذا ... ومنك الحياة لنا والأجل

<<  <  ج: ص:  >  >>