للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له ولعياله.

وكان يقول شعرًا لينًا سهلاً، ومنه ما كتبه إلى القاضي تاج الدين يحيى بن عبد الله يمدحه، وأنشدها عنده يذكر فيها حاله: [من البسيط]

زاد الغرام بقلب المدنف القلق ... ولازمتني هموم الشَّوق والأرق

لمَّا سرى الرَّكب بالأظعان من إضمٍ ... وغودر القلب مملوءًا من الحرق

ناديت حاديهم رفقًا بمن سلبوا ... منه الرُّقاد ولم يبقوا على رمق

يا حادي الرَّكب لا تعجل على دنفٍ ... أسير ذات اللَّمى المعسول والحدق

أوهى قوى صبره بينٌ ألمَّ به ... حينًا فحاوله دهرًا فلم يطق

فليت أيَّامه بالعود عائدةٌ ... وليته لعذاب البين لم يذق

يشتاق نعمان والأجراع من سلمٍ ... وجيرة المنحنى مع عيشه الأنق

يبكي على الغور إن لاح العقيق له ... وكيف يجدي بكاء المغرم القلق

أو لاح بارق نجد أو ألمَّ به ... خيال محبوبه في ظلمة الغسق

يحنُّ إن سجعت ورقٌ على غصنٍ ... من الأراك أريج الرِّيح والعبق

لا ير عوى لعذول ظلَّ يعذله ... لكنَّه من خمار الشَّوق لم يفق

/٢٨٤ أ/ ويح اللَّيالي لقد أخنت عليَّ بما ... جنته من فرقه الأحباب والقلق

وشتَّتت شملنا من بعد ألفته ... وغادرتني رهين الشُّوق والحرق

فحيث زادت همومي وانقضى جلدي ... ولم أجد ملجأ ينجي من الغرق

يمَّمت دوحة تاج الدِّين معتمدًا ... أرفِّع العيش بين النصِّ والعنق

باب الهداية كهف المستضعفين وهم ... خير البريَّة في الأقطار والأفق

السَّالكين طريق الحقِّ قاطبةً ... والمنقذين من الأنجاس والرَّهق

قومٌ فخارهم فوق السِّماك علا ... بنور عزٍّ من الإجلال متَّسق

أبقى الإله أمير المؤمنين لهم ... ما جاوبت إلفها ورقاء في الورق

النَّاصر العادل الملك الَّذي خضعت ... له الملوك خضوع المدنف الومق

مولَّى تظلُّ له الأملاك قاطبةً ... من سطوة وهي قتلى الغيظ والحنق

<<  <  ج: ص:  >  >>