للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو رام أن يملك الدُّنيا بأجمعها أنـ ... ـقادت له إنقياد الشَّاء في الرِّيق

مؤيَّدًا بجنود الحقِّ منتصرًا ... بالله لا بالظُّبا والبيض والدَّرق

وأيَّد الله مولانا الإمام فقد ... فاق الأنام بجود وافرٍ غدق

قاضي القضاة الَّذي شاد العلوم علاً ... وأظهر الملَّة المحمودة الطُّرق

/٢٨٤ ب/ تاجٌ له في علاء المجد منقبةٌ ... يجوز أدنى علاها رتبة الشَّفق

بنى المكارم للعافين محتسبًا ... ناهيك من أريحيٍّ ماجد طلق

في الرأي قيسٌ وفي الإقدام عنترةٌ ... وفي البلاغة قسُّ المنطق الذِّلق

إذا انتضت كفُّه ماضي اليراع على ... متن الطُّروس بدت بالمنظر الطَّلق

فالله يحفظ مولانا ويعضده ... بنجله الطَّاهر العلاَّمة الأفق

ضياء دينٍ سما فوق العباد على ... رغم الحسود الشَّقيِّ الماذق الحمق

سمحٌ تعلَّم منه الغيث نائله ... يجود بالذَّهب الإبريز والورق

لو سابق المزن في جود في كرمٍ ... لحاز من غير جهد لذَّة السَّبق

مدِّبر الملك لو جاراه في نظرٍ ... كلُّ الملوك لبذَّ الكلَّ في طلق

لازال في نعمة تهمي أنامله ... بالجود ما سارت الرَّكاب في الغسق

مولاي قلبي رهينٌ في محبَّتكم ... وقد عرتني هموم الشَّوق والأرق

وقد تعلَّقت من دون الورى بكم ... وحقِّ من خلق الإنسان من علق

فأنتم خير أهل الأرض قاطبةً ... منكم هداة الورى في الدِّين والخلق

وأنتم ظلُّ ربِّ العالمين ومن ... يمحو به الله ظلم الخائن النَّزق

/٢٨٥ أ/ وأنتم فرجٌ للمستغيث وقد ... أشرفت من شدَّة البلوى على الغرق

لازال مجدكم يعلو وذكرٌ كم ... يحلو وبركم كالطَّوق في العنق

ما غرَّدت فوق غصن الأيك ساجعةٌ ... وما انجلت عن ظلامٍ غرَّة الفلق

<<  <  ج: ص:  >  >>