للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٠٠١]

يونس بن أبي الغنائم بن أبي بكر بن أبي الغنائم بن أبي بكر بن

محمَّدٍ، أبو الفتح المقرئ البغداديُّ

لقيته بحلب شيخًا أسمر قصيرًا سنة أربع وثلاثين وستمائة، وقد استوفى ثمانين سنة، يخضب بالحنا يقرئ بين يدي الجنائز وفي الأعزية، وروى لي عن جماعة من الشعراء المتأخرين مقطعات من منظومهم منها؛ الضياء أبو يعقوب يوسف بن سليمان بن صالح بن رهيج المضري البغدادي المعروف بابن الكتاني، وأبو الفضل عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن أحمد الغساني الجلياني، وأبو الحسن علي بن يحيى بن أبي خازن البغدادي القلانسي، والباز الأشهب أبو عبيد الله علوي بن عبيد الله بن علي بن علوان الحلبي، والرشيد أبو محمد بن بدر النابلسي، وأبو الفوارس عبد الله بن محمد الإسكندري، /٢٨٥ ب/ والقاضي محيي الدين أبو حامد محمد بن محمد بن عبد الله الشهرزوري.

واستكثر من قول الأشعار ينظمها طبعًا من غير أن يشتغل بشيء من علم العربية، وأقام بحلب مدّة طويلة بعد أن جال في أقطار البلاد. ولم يزل بها مقيمًا إلى أن مات يوم الأربعاء الثالث من جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وستمائة –رحمه الله تعالى-.

وكان يتعاطى التصنيف ويظن أنه قد رد على أبي الفرج الأصفهاني في كتاب "الأغاني" الذي ألفه، وخطأه في مواضع بزعمه؛ وأنه لم يأت بالشيء على وجهه، وما كان ينبغي له أن يذكر ذلك.

ثم عدّد لي مصنفاته. وكان إذا أنشد شعر نفسه يلحن ولا يقوم إعراب بيتٍ البتة؛ إلاَّ أنه كان عنده كياسة ومفاكهة إذا شرع في كلام ومحاورة.

وله أشعار كثيرة قصد بها الأماثل والكبراء ممتدحًا إلاَّ أنَّني استبردتها لما فيها من الرثاثة والركة واضطراب المعاني والألفاظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>