للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدثني –رحمه الله تعالى- قال: كنت بقلعة حلب، وهنالك جماعة /٢٨٦ أ/ من الفضلاء والشعراء، فأمرهم صاحب الديوان يومئذ أن ينظم أحد منهم بيتين من الشعر؛ لتكتب على قبر السلطان الملك العزيز غياث الدين محمد بن غازي بن يوسف مليكها –رحمه الله تعالى- فانزويت إلى ناحيةٍ، وأعملت فكرتي وأنشأت هذين البيتين وهما: [من الطويل]

حرامٌ على من زار قبري ولم يقل ... سقى الله هذا القبر صوب السَّحائب

كما كنت إن ضنَّ الغمام بجوده ... أتيت بأنوع النَّدى والرَّغائب

وأنشدني لنفسه فيمن ينتف لحيته: [من البسيط]

وللأصيل ذوا عدلٍ تقوم له ... بشاهد الحبِّ من بدوٍ ومن حضر

تنظيف لحنٍ إذا ما ضلَّ ينشدنا ... شعرًا وتنظيف خدَّيه من الشَّعر

وأنشدني لنفسه يقتضي وعدًا: [من الطويل]

أذِّكره لا خيفةً أن يفوتني ... رجاءٌ وإن لم أقتضيه فينساني

ولكنَّني أخبرته أن منطقي ... يكنُّ ثنائي حيث سرِّي وإعلاني

[١٠٠٢]

/٢٨٦ ب/ يونس بن موسى، أبو الوليد الأنصاريُّ

من أهل سلا من بلاد المغرب.

كان شاعرًا منتجعًا نحويًا فاضلاً. صار إليّ من شعره هذه القصيدة يمدح بها الأمير شمس الدين محمود بن قليج الحلبيَّ: [من البسيط]

أمللت سمعي من عذلٍ بتنديد ... فبعض شانيك من لومٍ وتقنيد

قد كنت تبقى وإن لم تبق من شفقٍ ... لو كان قلبك في أحشاء معمود

<<  <  ج: ص:  >  >>