للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا درَّ درُّك من لاح ألحَّ على ... ضعفي وجار على ليني بتشديد

أما نهاك ضني وجد منيت به ... أبلى شبابي من سقمٍ بتجديد

في ذمَّة الله نفسٌ ما يذمُّ لها ... خلقٌ وإن غرَّ من طرف ومن جيد

وفي رضا الحب قلبٌ قلَّبته على ... جمر الغضا خطرات الخرَّد الغيد

سنحن يوم الكثيب الفرد من كثبٍ ... وما سمحن لنا إلا بتبعيد

يخفضن في المشي من خطو وقد رفعت ... حمر القباب على الحمر الجلاعيد

بيضٌ أوانس في سرب أوانسه ... شرَّدن نومي عن عيني بتسهيد

بدور حسنٍ حوتهنَّ الخدور وقد ... أشرقن في الكثب من قضبٍ أماليد

/٢٨٧ أ/ يحملن درًا ثوى فيهن من صدفٍ ... طاف ببحر سراب غير مورود

يا للبراقع كم فيهنَّ من قمر ... سار وسرِّ جمال فوق توريد

ومن عيون نفثن السِّحر في كبدي ... كالسُّمِّ تجنيه من بنت العناقيد

عدمت صبري أنِّي قد وجدت به ... ما ضلَّ من جزعٍ عنِّي وتبليد

فكيف أبقى على ما بي وها رمقي ... يفنى بفنَّين معدومٍ وموجود

أما الفراق فأرمي في النوى ورمى ... خدَّيَّ من فيض أجفاني بتخديد

ولجَّ فابتزَّ أوطاني وأوطاني ... مواطئ العسف من همٍّ وتنكيد

بعدٌ من المغرب الأقصى لمشرقه ... يقرِّب العيس من وخدٍ ومن بيد

كأنَّ في كلِّ قطر لي مدى أرب ... لا يقتضي بسوى المهريَّة القود

تغرُّب ومشيبٌ نازلٌ وأسىً ... برحٍ وفقد حبيب غير مردود

وساءني أنَّ عمري ضاع أكثره ... بين اللَّئام ولم أظفر بمقصود

ولا حمدت رحيلي لا ولا زمني ... حتَّى حللت بشمس الدِّين محمود

وقال أبو النجم فرقد بن عبد الله بن ظافر بن عبد الواحد الكناني الإسكندري، أنشدني /٢٨٧ ب/ أبو الوليد يونس بن موسى الأنصاري السلائي لنفسه؛ لما رجع الملك الظاهر غياث الدين غازي بن يوسف من محاصرة دمشق إلى حلب خائبًا. وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>