للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعظم من يدعى لدفع ملمَّة ... وأكرم من ترجى لديه الفواضل

ومنها:

بنى بنيةً شمَّاء يلقى بها العلا ... ونيل الأماني والأماني الفضائل

لها شرفٌ فوق السَّماء قبابها ... ومنزلةٌ من دونها النَّجم آفل

فأشرق وجه الدِّين والدِّين شاحبٌ ... وأورق روض الشَّرع والرَّوض ذابل

وجدَّد رسم العلم والعلم دارسٌ ... وزيَّن جيد الفضل والفضل عاطل

يديم لسان الدًّهر وصف علائه ... ولكنَّه فوق الَّذي هو قائل

فلا زال غوث العالمين وغيثهم ... وعمر معاديه ..... زائل

قدم بغداد شابًا، واستوطنها مقيمًا بالمدرسة النظامية، متفقهًا بها على مذهب الإمام الشافعي- رضي الله عنه-، واشتغل بالأدب والفقه /٢٣٨ أ/ مذهبًا وخلافًا، وصارت له في ذلك ملكة؛ ورتّب معيدًا بالمدرسة المذكورة. ثم عين عليه مفتيًا بباب النوبى في استيفاء القصاص وإقامة الحدود على الوجه الشرعي، ثم عزل عن ذلك، ورتب نائبًا لأقضى القضاة أبي الفضل عبد الرحمان بن عبد السلام بن إسماعيل بن الحسن اللايغاني؛ ولما فتحت المدرسة الشريفة المستنصرية- عمرها الله تعالى- جعل معيدًا بها.

لقيته غير مرّة، وسألته عن ولادته، فقال: يكون تقديرًا في أوائل سنة ثمانين وخمسمائة.

أنشدني لنفسه يمدح الإمام المستنصر بالله أبا جعفر المنصور-خلّد الله دولته- ويعرض بذكر المدرسة المستنصرية- عمرها الله تعالى- وذلك في يوم السبت حادي عشر رمضان سنة تسع وثلاثين وستمائة بمدينة السلام، والأبيات تقدمت في أول الترجمة لامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>