للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو قيل بحرٌ غير ملحٍ وجوهرٌ ... بلا عرضٍ ما إن سواه ترهَّمنا

أيا مالك الدُّنيا أيا ابن مليكها ... أيا خير من أغنى أيا خير من أقنى

أيا خير من يدعى وأشرف منصتٍ ... وأكرم من أضحى الزَّمان له قنَّا

حباك أمير المؤمنين بخلعةٍ ... فألبستها لمَّا تدرَّعتها حسنا

فجئت أهنِّيها بما شرفت به ... فمثلك من عنِّى الزَّمان به يهنى

فدم ما بدا ضوء الصَّباح مهنَّئًا ... وما ناح في الدُّوح الحمام وما غنَّى

[١٣٩]

إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف بن عليِّ بن عبد الله، أبو محمدٍ الخزاعيُّ الإربليُّ.

وتوفى- بها- في سنة أربع وثلاثين وستمائة. أخبرني [أنه] ولد بإربل في شهر رمضان في سنة ثمانين وخمسمائة. شيخ قصير متصوف يترامى إلى طريقة التصوف، ويحفظ شيئًا من كلام الصوفية، ويتعاطى التكبر في نفسه، وعنده نوع حماقةٍ، وله أشعار.

أنشدني- منها- بمدينة إربل /٢٤٥ ب/ ست وعشرين وستمائة، يمدح الصاحب شرف الدين أبا البركات المستوفي رحمه الله [من المنسرح]

يا من يجوب البيداء في الغسق ... هديت فاقبل نصيحتي وثق

إيَّاك إن جئت حاجرًا فبه ... ظبيٌ يصيد الأسود بالحدق

له قوامٌ كأنَّه غصنٌ ... تميله الرِّيح حفَّ بالورق

يا ليت أنِّي أراه واحدةً ... في الدَّهر قبل الممات معتنقي

قد كمل الحسن والصِّفات كما حاز ... كمالًا في الحسن والخلق

الصَّاحب النَّدب ذو النُّهى شرف الدِّين من السُّوء والبلاء وقى

وأنشدني له: [من الطويل]

تراءت لي الدُّنيا اختيالًا وموَّهت ... بزخرفها حتَّى لقد كنت أهواها

فأعرضت عنها حيث قابلت وجهها ... بغرَّتها بانت عيون خطاياها

<<  <  ج: ص:  >  >>