ألا فارحموا صبًّا كئيبًا متيَّمًا ... حليف غرامٍ لم يجد عنكم مغنى
نحيلًا برته لوعة الشوق والأسى ... خفيًا عن العوَّاد إلّا إذا أنَّا
يجنُّ إذا جنَّ الظَّلام بذكركم ... وكم مثله من عاشق في الهوى جنَّا
مطيعًا بأسباب الهوى بين قلبه ... وبين التَّسلِّي عن مودَّتكم سجنا
يلبِّي إذا ناداه داعي هواكم ... وإن هتفت ورقاء في غصنٍ حنَّا
توعَّده طيف الخيال بهجره ... وكان على المضنى لباغيه ضغنا
وانكحه التَّبريح قاضي وعيده ... فطلَّق طيب الغمض من طرفه الجفنا
وأصبح مسلوب الفؤاد كمعشر ... توعَّدهم ملكٌ تعاظم أن يكنى
/٢٤٤ ب/ أتابك عزُّ الدِّين وابن أتابك ... له حسبٌ يفنى الحساب وما يفنى
فتًى من ملوك الأرض أعظم رتبةً ... أجلُّهم قدرًا وأفتاهم سنًا
أبيٌّ من ..... ماجدٌ ... على غيره ..... الخناصر ما تثنى
فواعجبًا منه وقد ملك الورى ... وآجالهم والعيش في يده اليمنى
إذا ما سطا أفنى الرِّجال وإن همأ ... سحاب يديه أخجل البحر والمزنا
له السَّبعة الشُّهب العوالي مطيعةٌ ... فمن شاء أقصاه ومن شاءه أدنى
سما في العلا فالنَّجم لو رام شأوه ... تغنَّى ولم يقض له أربٌ عنَّا
أخو همَّة ينفي المحال حلولها ... إذ الكون مقضيٌّ لها بالَّذي تعني
على صفحات الدَّهر يكتب جوده ... العميم على الإحسان أضحت له الحسنى
تراه إذا دارت رحى الحرب واشتكت ... من البيض واشتكى الزود والطَّعنا
وأصبحت الشُّوس الكماة عوابسًا ... من الخوف من ضارب .....
وزلزلت الأرض الوقور وأترعت ... كؤوس الرَّدى والخيل تحسبها سفنا
يصول على الجيش العرمرم وحده ... فيجعل أقصاه على بعده أدنى
وكم هامة في الحرب جفنٌ لسيفه ... وكم نحر بطريقٍ سقى دمه اللُّدنا
على سيفه في الرَّوع عهدٌ لنفسه ... إذا لم يصدَّ الهام لا يسكن الجفنا
/٢٤٥ أ/ أميرٌ على الموت المميت فلم يطق ... على قبض إنسان ولم يعطه إذنا
تذكره يردي نفوس عداته ... ويسلب منها في مامنها الأمنا
كفى كلَّ عاف في الأنام نواله ... ومن أمَّه باللُّهى أغنى