للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعندي من يطالبني برزقٍ ... ويلزمني كما لزم الغريم

وأنت وسيلتي وإليك أشكو ... كما يشكو إلى الطَّبِّ السَّقيم

/٢٤٣ ب/ فخذ بيدي وعش في عزِّ ملكٍ ... أثي العرش ما سرت النُّجوم

وأنشدني لنفسه في نار الأكراد: [من السريع]

قد كانت النَّار إذا أوقدت ... في اللَّيل ترتاح إليها النُّفوس

فاليوم قد صار يراه الفتى ... فينثني عنها بوجهٍ عبوس

وأنشدني أيضًا لنفسه فيها: [من البسيط]

كم أوقد الكرد في الدَّربند نارهم ... من خوفهم كدنيا من غير ما خبر

والخوف أن يكذبوا فأعجب لحادثةٍ ... في صدقها آفةٌ للبدو والحضر

وأنشدني أيضًا لنفسه من أول قصيدة في أتابك عز الدين مسعود:

[من الطويل]

أحنُّ إذا طيف الكرى زارني وهنًا ... يهزُّ قوامًا أهيفًا يخجل الغصنا

ألمَّ وحيَّانا فأحيا وكم له ... يدًا عند مسلوب حشاشته مضنى

سرى والدُّجى مرخٍ علينا ذيوله ... فجلَّا محيَّاه لنا السَّهل والحزنا

يلوم على غمض الجفون ولو درى ... بأنَّ الكرى من أجله لم يعنِّفنا

ولولا رجاء الطَّيف من بعد بعدكم ... يزور لحرَّمنا الرُّقاد وما نمنا

حفزنا وضيَّعتم وفينا ولم تفوا ... ودمنا وما دمتم ونمتم وما بنا

قطعتم وصلنا حلتم عن ودادنأ ... ونحن على حفظ المودَّة ما حلنا

/٢٤٤ أ/ أخذنا عليكم موثقًا وبمثله ... حلفنا فمنتم في اليمين وما منّا

وكنَّا لكم عن حادث الدَّهر جنَّةً ... فيا ليتكم في حقِّنا مثل ما كنّا

وليت علمتم حالنا يوم بينكم ... ويا ليتنا ندري من اعتضتم عنَّا

أألهاكم عنَّا سوانا ولم يكن ... لغيركم قلبي وإن غبتم معنى

أخذتم بديلًا في الهوى وعذرتم ... وبان بأنَّ الهجر منكم وما بنَّا

وكم ليلة غابت علينا نجومها ... وزهر الأماني من وصالكم بحنا

أحبَّتنا بأن التَّصبر بعدكم ... فعودوا بوصلٍ أو عدونا فقد ذبنا

<<  <  ج: ص:  >  >>