للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيف الدين أبو بكر محمد بن أيوب- رضي الله عنه- الديار المصرية فكان وزيره والمدبر /٢٤٧ أ/ لدولته الصفي عبد الله بن علي بن شكر. وكان بينه وبين أبي المكارم ذحلٌ قديم أيام رآسته عليه.

ووقعت من أبي المكارم إهانة في حق ابن شكر فحقد عليه, إلى أن تمكن منه. فلما ورد إلى مصر أحضر أبا المكارم إليه, وأقبل بكليته عليه, وفوّض إليه أمور الدواوين التي كانت باسمه قديمًا, وبقي على ذلك سنة كاملة عمل له المؤامرات, ووضع عليه المحالات, وكثر فيه التأويلات, ولم يلتفت إلى أعذاره فنكبه نكبة قبيحة, ووجه عليه أموالًا كثيرة وطالبه بها, فلم يكن لها وجه؛ لأنه كان عفيفًا ذا مروءة؛ فأحال عليه الأجناد فطالبوه وقصدوه ولزوه, فهرب إلى حلب وأقام إلى أن مات بها ثامن عشر جمادى الأولى سنة ستّ وستمائة ودفن بالمقبرة المعروفة بالمقام على جانب الطريق المسلوك إلى دمشق خارج تربة أبي الحسن علي بن أبي بكر بن علي الهروي الموصلي الخراط.

وكان له نوادر مطبوعة, ونكت مستحسنة, وذلك أنَّ الملك الظاهر سلطان حلب كان قد استخدم السديد محمد بن المنذر على مصالح قناه حلب؛ /٢٤٧ ب/ فاتفق أن سئل القاضي الأسعد عن السديد بن المنذر ما هو؟ فقال مجاوبًا للسائل: مستخدم على القناة.

أنشدني القاضي أبو الماثر عبد الصمد بن عبد الله بن أحمد المصري بإربل سنة خمس وعشرين وستمائة, قال: أنشدني ابن مماتي لنفسه: [من مجزوء الرجز]

لمَّا شكوت صدَّه ... وما لقيت من أذى

ورقَّ قاسي قلبه ... وحبَّذا وحبَّذا

قال: صفا الوقت ولكنَّ الرَّقيب كالقذى

قلت: إذا غاب ارضني ... يا قاتلي, قال: إذا

<<  <  ج: ص:  >  >>