وقال يصف أترجة كانت بين يدي القاضي الفاضل: [من السريع]
لله بل للحسن أترجَّةٌ ... تذِّكر النَّاس بأمر النَّعيم
كأنَّها قد جمعت نفسها ... من هيبة الفاضل عبد الرَّحيم
وقال من قصيدة: [من الخفيف]
لا تلم في اصفراره لاحمراره ... جلُّ نار القلوب من جلَّناره
وهو خدٌّ يكاد يقتصُّ منه ... كلُّ طرف لولا أعتذار عذاره
/٢٤٨ أ/ مارئي منكرًا مدام رضابٍ ... مذ روى طرفه حديث خماره
ليس فيه من راحه لمريدٍ ... قبله تطفئ اضطرام اضطراره
غير أنَّ الحياء فيه مضاهٍ ... للحيا في انهماله وانهماره
أوجدا الفاضل الَّذي أوجد الجود فمن كفِّه انفجار بحاره
وقال يصف الخليج يوم فتحه بالقاهرة: [من الوافر]
خليجٌ كالحسام له صقال ... ولكن فيه للرائي مسرَّه
رأيت بها الملاح تجيد عومًا ... كأنَّهم نجومٌ في المجرَّه
وقال في قصيدة عملها السديد أبو القاسم الكاتب "لامية مقيّدة":
[من السريع]
تبكي قوافي الشِّعر لاميَّة ... بيَّضتها من حيث سوَّدتها
لمَّا علا وسواس ألفاظها ... ظننتها جنَّت فقيَّدتها
وقال أيضًا: [من البسيط]
أحبابنا والَّذي يقضي بألفتنا ... يوم الفراق ويخلينا من الفرق
ومازلت أخبط في عشواء مظلمة ... من بعدكم وأبيع النَّوم بالأرق
/٢٤٨ ب/ حتَّى ثويت بنار الشَّوق في حرقً ... وصرت أشرق من دمعي على الشَّرق
فمتِّعوني ولو ليلًا بطيفكم ... ما دمت أقدر من روحي على رمقي
وقال في غلام خيّاط: [من مجزوء الوافر]
وخيَّاطٍ نظرت إليه مفتونًا بنظراته
أسيل الخدِّ أحمره ... بقلبي ما بوجنته