للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أمسيت ذا سقمٍ ... كأنِّي خيط إبرته

واحسد منه ذاك الخيط فاذبرى ريقته

وقال أيضًا: [من مجزوء الكامل]

يأ بدر تمٍّ هيَّجت ... شوقي لرؤيته المنازل

وغدت أدلَّته على ... ما قلت فيه من الدَّلائل

ظنَّ الشَّمول بريقه ... تخفى فاسكر بالشَّمائل

رشا تفقَّه في الخلاف فصار يلقيه مسائل

لا تقبلنَّ من الوشاة ... وتقبلن على العواذل

فالعين قد جنَّت ببعدك والدُّموع لها سلاسل

وأنشدني القاضي السعيد أبو محمد الحسن /٢٤٩ أ/ ابن إبراهيم بن الخشاب- أيده الله تعالى- قال: أنشدني ابن مماتي لنفسه بحضرة السلطان الملك الظاهر بحلب وقد حا [ن سقوط الثلج] فأشار عليه السلطان أن يعمل فيه شيئًا فأنشد بديهة:

[من البسيط]

قد قلت لمَّا رأيت الثَّلج منبسطًا ... على البسيطة حتَّى ضلَّ سالكها

ما بيَّض الله وجه الأرض في حلبٍ ... إلَّا لأن غياث الدِّين سالكها

وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني لنفسه في المعنى: [من الطويل]

بعزِّ غياث الدِّين غازي بن يوسف بن أيُّوب دام النَّصر واتَّصل الفتح

فشبَّهته في الدَّست والثَّلج حوله ... فقلت سليمان بن داود والصَّرح

وله وقد خرج مع العماد أبي حامد الكاتب الأصفهاني إلى ثغري دمياط والإسكندرية، فوصلا إلى ترع وخلجان ومخاضات وغدران، فقال بديهًا:

[من البسيط]

لو أطلق الدَّمع مشتاقٌ ومدَّكرٌ ... لمن يحبُّ لأشفينا على الغرق

/٢٤٩ ب/ لكنَّما هذه الخلجان قتاقه ... لأنَّها رشح ما يغضي من الحدق

<<  <  ج: ص:  >  >>