سبع وثلاثين وستمائة: [من الطويل]
قوامك أم غصن من البان أهيف ... وطرفك أم سيف من الهند مرهف؟
ووجهك أم بدر تبدَّى لناظري ... وفرعك أم جنح من الليل مغدف
وثغرك أم در ثمين منظَّم ... وريقك أم شهد شهي وقرقف؟
لقد حارت الألباب فيك وألبت ... علي وشاة في هواك وعنَّفوا
فيا هاجري من غير جرم جنيته ... فحتَّى م لا تحنو ولا تتعطف؟
حلفت يمينا لا تخون فخنتني ... كذا كلّ غدَّار يمين ويخلف
/٦ ب/ رويدًا بمن جمر الجوى في فؤاده ... وادمعه من لوعة البين تذرف
حليف غرام لا يفيق من الأسى ... كئيب على ما فاته يتأسف
فيا أيُّها البدر العزيز مناله ... ويا أيُّها الخشف الغرير المشنف
ويا قاتلي في الحب رفقًا بمهجتي ... فأنت بما ألقى من الشوق أعرف
صرفت إليك القلب يا قمر الدُّجى ... وليس لقلبي عن ودادك مصرف
ويا لائمي مه لا تلمني على الهوى ... ومهلًا فكم في الحبِّ تلحى وتسرف؟
ذر اللوم عنّي فالفؤاد معذَّب ... بحبِّ ظلوم في الهوى ليس ينصف
غزال له قلبي كناس ومرتع ... مليح المحيا ساحر الطرف أوطف
فحبِّي له طبع بغير تكلف ... وحبُّ جميع العالمين تكلف
سباني بقدِّ كالقضيب مهفهف ... فيا ويح من يسبيه قد مهفهف
وخصر كصبر المدنف الصبِّ مخطف ... نحيل لألباب البرية يخطف
فلا وجد إلا ما وجدت محبة ... ولا جود [إلاّ] ما حبانيه يوسف
سري سرى شرقًا وغربًا نواله ... جري إلى الإحسان لا يتوقف
يحنُّ إلى بذل النَّدى كلَّ ساعة ... كما حنَّ مشتاق إلى الالف ندنف
هو البحر بحر الجود عمَّ نواله ... وأمواجه بالدرِّ للنَّاس تقذف
/٧ أ/ هو الغيث والليث الهزبر إذا سطا ... هو البدر يهدي نوره ليس يكسف