للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سقاني الحميا من يديه وثغره ... فملت ولا عيب إذا مال سكران

عشيَّة أصلتنا القفار سعيرها ونحن بنجران فللَّه نجران

وفي ديره خمَّارة هرقلية ... لها مسح تختال فيها وصلبان

انخنا به والليل يبدي نسيمه ... وللغيم دمع لا يكفُّ له شان

وقد صدرت ريح الصَّبا عن عبائق تضوّع من أنباتها الرَّند وألبان

فقلنا وكادت لا تجيب لضعفها ... وفي طرس فوديها من الكبر عنوان

اعندك يا قدسية الدَّير قهوة؟ ... فقالت: وظبي فاتر الطّرف وسنان

وأومت بأطراف البنان مشيرة ... إلى بدر تمَّ ما تولَّاه نقصان

نزيف أمال التيه غضَّ قوامه ... كما مال من صرف المدامة نشوان

/١٥ أ/ فجاء وفي إبريقه مثل خدِّه ... عُقار بواري نورها استعر ألحان

وقال هي الرَّاح التي ما سخا بها ... لقديسة في دير سمعان سمعان؟

يروقك في الرَّاووق منها عقائقٌ ... يذوب لها في درّه الكأس مرجان

وطاف بها العيسي فينا وقدُّه ... كغُصن تثنَّى في نقا وهو ريَّان

شكا خصره الرُّنَّار وارتجَّ ردفه ... فما جت بقضبان البشامة كثبان

وبتنا أوثانًا عليها برانس ... لها من تصاوير الكنيسة أوثان

خليليَّ لا أنسى الشباب فإنّه ... لخيل التَّصابي في الخلاعة ميدان

فما العيش إلا قينة ظاهرية لها الملك الغازي بن يوسف سلطان

مليك له من باذخ الملك منصب ... تكوَّن فيه قبل يوجد كيوان

وجرد تهاى في الحديد كأنها ... أسود لها ناب السنّور خفان

<<  <  ج: ص:  >  >>