للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتحسبهم فوق الجياد أجادلًا ... تطير بها في مأزق الحرب عُقبان

فوارس هيجاء تخف إلى الوغى ... سراعًا إذا خافت من الطعن فُرسان

لها جلل من سابغي مفاضها ... ومن يلب العادي وللبيض تيجان

/١٥ ب/ صدور الخيل واعتقلوا القنا ... وخاضوا غمار الحرب والنقع طوفان

بكل جرئ لا يردُّ عنانه ... ولو أنَّ حصباء البسيطة أقران

هو النار لكن في غدير مفاضة ... يشق به ليل الفجاجة سرحان

يحنُّ إلى الحرب العوان فقلبه ... بها لا بحبِّ العامرية ولهان

ويضحك واليوم العماس مقطِّبٌ ... فيرضى له الخطيُّ والقرن غضبان

لدى ملك ما سلَّ غرب حسامه ... فصاحب هامًا من أعاديه أبدان

ولا ركب الجرداء إلا نزعزعت ... له وهو في أرض الشام خُراسان

ولا اهتزَّ يوم الجدِّ في صدر دسته ... فحنَّ لمن يرجو أياديه ميزان

عُلا لا تضاهيها الكواكب رفعة وراسخ علم لا يوازيه ثهلان

فلا عجب إن زدت في الملك رفعة ... ولا غرو إن ذلوا عداك وإن هانوا

وأنت الذي رضت الصعاب من العلا ... بهمة من يلقى الدجى وهو يقظان

ومن دأبه رعي الرَّعايا وشأنه ... حُنوٌّ على مستضعفيه وإحسان

بنى مجده إذ كان للمال هادمًا ... وفي هدمه الأموال للمجد بنيان

/١٦ أ/ وقام بأعباء الممالك ناهضًا ... بما عجزت عنه تميم وذبيان

وتمَّ وما تمَّ الرِّهان لحكمة ... تبّوا منها ما تبوّأ لقمان

فحيدة الكرار في متن طرفه ... وفوق سرير الملك منه سليمان

يعزُّ به ثغر وملك وموكب ... ويزهى به تاج ودست وإيوان

هو الظَّاهر الملك الذي في ظهوره ... دليل فما فيه مع الله بطلان

حواني وأيام الزَّمان أساود ... تحاول لسبي والبرية سيدان

<<  <  ج: ص:  >  >>