للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعذره إن خان الوداد وضيِّعت ... يومًا لديه مواثق وعهود

فشعاره لا يفي لخليله ... ومتى وفت للمسلمين يهود؟

وأنشدني أيضًا يمدح الصاحب شرف الدين أبا البركات: [من الطويل]

ألا قل لمن يبغي الغنى متطلَّبًا ... وتعنق في نيل الأماني ركائبه

رد المنهل العذب الذي طاب ورده ... وراقت على كلِّ [المياه مشاربه]

متى شمت برقًا للوزير تدفَّقت ... عليك غوادي جوده وسحائبه

وإن أنت وافيت المبارك طالبًا ... لرفد تلقَّاك الذي أنت طالبه

جواد جرى في حلبة السَّبق والنَّدى ... وفاضت على كلِّ الأنام مواهبه

هو الغيث يروي كلّ صاد على الثَّرى ... هو البحر حدِّث ما أرتك عجائبه

ترفَّع عن حدِّ القياس مديحه ... كما ارتفعت فوق السِّماك مراتبه

/٤٢ أ/ وكلَّ لسان الشُّكر في وصف ماجد تفرَّد حتَّى ما تعدُّ منا قبه

ينيلك من قبل السؤال تكرُّمًا ... ويعطيك أضعاف الذي أنت طالبه

ولما رأيت الدَّهر يعنو لأمره ... وما في بنيه ربُّ فضل يناسبه

خطبت له أبكار نظمي لأنه ... يحقُّ له من كلِّ مدح غرائبه

وأنشدني أيضًا فيه- رحمه الله-: [من الكامل]

يا أيُّها المولى الوزير وماجد ... في كفِّه البيضاء خمسة أبحر

ورضيع درِّ المكرمات ومن له ... جود كمنهلِّ السحاب الممطر

فاق الأنام بهمَّة مشكورة ... وعزيمة قرنت بسعد المشتري

وخلاقه كالرَّوض باكره الحيًا ... فزهت خمائله بأحسن منظر

مولاي [قد جاءتك] مدحة شاكر ... مثن على علياك غير مقصِّر

أخنت عليه صروف دهر جائر ... أبدًا يجوز على اللَّبيب ويجتري

فلقد بعثت بها وفي ألفاظها ... عتب ويقنع عن لقاك تأخُّري

إذ لي ولاء يشرب صفاءه ... كذر وعهد مودَّة لم تخفر

هب أنَّني لا أقتضيك بنائل ... أفما ترى درر الثَّناء فتشتري! ؟

<<  <  ج: ص:  >  >>