للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أكبر بيت بإربل في الفقه والعلم، سافر إلى البلاد الخراسانية، في طلب العلم، ووصل بخارى وسمرقند، فأقام زمانًا، ثم انكفأ إلى بلده، وصار مدرس الشافعية وفقيهها.

وأنفذ رسولًا عدة مرات إلى مدينة السلام، من قبل الملك المعظم مظفر الدين كوكبوري بن علي بكتكين- رضي الله عنه.

وتولع بقول الشعر، ولا طائل له فيه، ويقول منه اليسير. أنشدني لنفسه: [من الرمل]

لا تسل عن ذلك الربع وسل ... أين أرباب قدود كالأسل

لعب البين بهم فافترقوا ... آه من جور زمان ما عدل

وأنشدني أيضًا لنفسه يرثي صديقًا له: [من الكامل]

/٤٧ أ/ في كلِّ بيت مأتم من فقده ... فكأنّه للعالمين نسيب

يا أوحدًا فجعت به مهج الورى ... فبكت عليه نواظر وقلوب

روَّى ثراك وآنستك تحيّة ... تغدو على طول المدى وتؤوب

[١٩٨]

سليمان بن أبي أبي طالب بن عيسى حامد الخيَّاطـ، أبو الرَّبيع البلديُّ، المعروف بابن بصيلة.

رأيته شابًا أشقر طويلًا أبيض، يخضب بالحناء، وكان شاعرًا ذا طبع صالح في السعر، ويصنع الحكايات، وينشئ الأسمار، ويوشحها بالأبيات الحسنة من قوله، وربما ظهر في ذلك تعسف، وكان شيعيًّا مغاليًّا في ولائه، يتكسب بشعره، وله في أهل البيت- صلوات الله عليهم- مديح كثير.

وبلغني أنه توفي ببلدة في جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وستمائة، ليقيته بالموصل سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وأنشدني لنفسه في الوزير الصاحب شرف

<<  <  ج: ص:  >  >>