للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدوي، إنسان يجعل القاف كافًا في جميع كلامه، وفيه عشرة وتودُّد، وكانت تربيته بالبادية، وبها ولادته، وله طبع صحيح في عمل الشعر، وربما أتى في أثناء شعره لحن؛ لأنه ما قرأ شيئًا من النحو.

أنشدني لنفسه ببلد البطائح في سنة تسع وثلاثين وستمائة: [من الطويل]

ألا ما لليلي لا يقرّ قراره ... ولا تنطفي من لاعج الشَّوق ناره

ولا يستطيع الصَّبر عمَّن يحبه ... وأنَّى وقد شطَّت عن الشَّام داره؟

ذروه يعاني وجده وغرامه ... وتودي به أشواقه وادِّكاره

/٥٥ أ/ يهيم إذا ناح الحمام مغرِّدًا ... إلى منزل بالشَّام ناء مزاره

ويُذكرني من ذكركم طيب نشوة ... وددت لسكري لو يدوم خماره

أأحبابنا الله عيش بقربكم ... تقضَّي لذيذًا ليله ونهاره

واضحت قطفتا بعدكم دار غربة ... لصبٍّ نأى بعد البعاد اصطباره

فلا جملة يومًا تجامل صحبتي ... ولا نوَّرت روضات لهوي نواره

أقمت غريبًا بينهم بعد بُعدكم ... يروني بطرف طال نحوي ازوراره

وأنشدني لنفسه: [من الطويل]

إذا ما سقى بغداد غيث فلا سقى ... قطفتا ملث من سحابة عارض

محلَّة سوء ما بها غير قاعدٍ ... عن الخير ساعٍ في المخازي وناهض

[٢٠٢]

سليمان بن عبد المجيد بن الحسن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد بن الحسن بن علي بن زيد، أبو المظفر بن أبي القاسم، ابن العجمي:

<<  <  ج: ص:  >  >>