للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بيت مشهور بحلب، شاب كيّس جميل لطيف، يجمع فصاحة في منطقه، وظرفًا في ملبسه، وهو أمير أسرته نبلًا، وفضلًا، وقدرًا ومعرفة.

أخبرني أنه ولد في أواخر/٥٥ ب/ ذي الحجة من سنة ست وستمائة، وحفظ القرآن الكريم، وسمع حديثًا كثيرًا على جماعة من أعيان الحلبيين، منهم: عبد الرحمن بن الأستاذ، والقاضي بهاء الدين بن شداد وغيرهما، وقرأ كتاب التنبيه لأبي إسحاق على القاضي بهاء الدين من حفظه، وأتقنه إتقانًا جيدًا، بحثًا وفهمًا ورواية، وقرأ على الشيخ أبي البقاء يعيش بن علي النحوي جملة من علم العربية والنحو، حتى تمهر في هذا الشأن.

رأيته بحلب متوليًا وقوف المسجد الجامع، والنظر في البيمارستان النوري، وكان ينشدني من أشعاره كل رائق، هو نعم الرجل تواضعًا وبشرًا وبشاشة، وهو مع الصدور الكبراء، يجمع ظرف الكتاب إلى أبهة الوزراء.

أنشدني لنفسه: [من الطويل]

حننت إلى ربع الحبيب تشوُّقًا ... وذَّكرك الأحباب برقٌ تألَّقًا

قبحت بأسرار الهوى بعد سترها ... وأفصحت بالشَّكوى وذبت تحرُّقًا

وتقت إلى من كمَّل الله حسنه ... له قامة تزهو على بانة النَّقا

<<  <  ج: ص:  >  >>