للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رشيق التَثني مائس العطف إن بدا ... أراك سواد اللَّيل أبيض مشرقًا

/٥٦ أ/ وطرفًا يريك السِّحر في غير بابل ... وروض جمال بالملاحة محدقًا

وردفًا لدعص الرَّمل من تحت بانة ... تميس وخضرًا بالسَّقام ممنطقًا

خلوت به والليل مرخ ستوره ... وقمت ولم تخفر به ذمَّة التُّقي

خشيت وأغصان التَّداني رطيبة ... على شملك المجموع أن يتفرَّقا

فكان الذي اضمرت وهما فلم تزل ... صروف اللَّيالي فيه حتى تحقَّقا

أأحبابنا ما عشت والله بعدكم ... سلوًّا ولا صبرًا ولا لذَّ لي البقا

ولا قلبي العاني سلا عن ودادكم ... ولا جفني المقروح من بعدكم رقا

ولا جنح القلب المعذَّب في الهوى ... إلى غيركم لكنَّه يرتجي اللِّقا

وأنشدني لنفسه- أيده الله تعالى-: [من الطويل]

وأغيد ممشوق القوام لحسنه ... فتون وللعشَّاق فيه فنون

له فوق ورد الخدِّ عند عتابه ... من الرَّشح درٌّ لا يسام ثمين

غزال يريك السِّحر من غنج طرفه ... له اللَّيل فرع والصَّباح جبين

نظرت إليه نظرة فتهتَّكت ... ستورًا اصطباري فيه وهو مصون

تبدَّى من الحمَّام والوجه مشرقٌ ... كبدر تجلَّت عن سناه دحون

فغاب دجى صدغيه في صبح وجهه ... وليل بصبح لا يكاد يبين

/٥٦ ب/ وأنشدني أيضًا من شعره: [من الكامل]

أيحن نحو المنحنى من قد غدا ... فوق السِّماك محلّه ومكانه؟

لولا تأرُّج نفحة من حبِّه ... مرَّت على الوادي بها أشجانه

ما غرَّدت فوق الأراك حمامة ... طربًا ولا ماست به أغصانه

يا من تشرَّف بالحبيب وحبِّه ... وبه تجمَّل كونه وزمانه

صن سرَّه عن غير أهل وداده ... حذرًا عليه فصونه كتمانه

وأنشدني أيضًا قوله: [من مجزوء الكامل]

لا تغر بي يا ليل نجد ... ودع الملام فليس يجدي

إني مرؤ شغلتني الـ ... أيَّام عن ليلى وهند

<<  <  ج: ص:  >  >>