للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أورِّى بغزلان الصَّريم وحاجر ... وقصدي من دون البريّة كيكلدي

رشا يصرع الآساد فاتر لحظة ... فيا عجبًا ظبيٌ يصول على الأسد

[وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الوافر]

لهيب الخدِّ حين بدا العيني .. هوى قلبي عليه كالفراش

فأحرقه فصار عليه خالًا ... وها أثر الدُّخان على الحواشي]

وأنشدني لنفسه وعملها بديهًا: [مجزوء الخفيف]

قل لظبي هويته ... راقب الله في دمي

أنا صبٌّ سبيته ... بالعذار المنمنم

أنا عبد لماجد ... بالمعالي متَّيم

كيف أخشى من الرَّدى ... وهو درعي ومخذمي

وحدثني- أيده الله- قال: كان للأمير جمال الدولة إقبال بن عبد الله، السلطان الملكي الناصري، نائب المملكة الناصرية الصلاحية، والحاكم بها يومئذٍ بحلب المحروسة، بازي، واتفق أن كان بحضرته ذات يوم على/٥٨ أ/ يد بعض البازدارية، وهو على عادته الجارية، إذ أخذ البازي اضطراب، واعتره قلق، ونفر نفورًا شديدًا، فعجب منه البازداري، وأنكر حالته، ولم يعرف سبب ذلك، وجعل يقصد الأمير جمال الدولة، ويهفو إليه، والبازداري يسكنه ويثبِّته، وهو يطلبه، وكلما رام تسكينه، زاد اضطراب ونفوره، ولم يبرح كذلك على هذه الصورة عدة مرات، والأمير جمال الدولة يشاهد البازي بفعله وفعل البازداري به، ويلحظ ذلك منهما، ثم إن الأمير جمال الدولة استدعى البازي وتناوله من يده، فحين استقر على كفه سكن ذلك الاضطراب والنفور، فأنشأ هذين البيتين ارتجالًا: [من البسيط]

لا تعجبوا إذ أتى البازيُّ مجتديًا ... كفَّ الأمير الذي قد خُصَّ بالكرم

لقد أتى نحو كفٍّ كلُّ أنملة ... منها تجود بأنواع من النِّعم

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من البسيط]

<<  <  ج: ص:  >  >>