للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد تملّك رقّي أهيف غنج ... بلحظة في الهوى يا صاحِ دمي

/٥٨ ب/ ظبيٌ من الترك في قلبي مراتعه ... وما مراتعه بالضّال والسِّلم

ألفت في حبِّه رعي النجوم ولم ... أشك السُّهاد لأني قط أنمِ

أبديت ما كنت أُخفي من محبته فعاد أشهر من نار على علمِ

لئن غدوت أسيرًا في حبائله ... فالتُّرك من دأبها الغارات في العجم

لله ليلة وافاني وغرَّته ... تُبدي لنا الصُّبح في داج من الظُّلم

فبتُّ منه أرى الأيّام طوع يدي ... فيما أُحاوله والدَّهر من خدمي

[وحدثني قال: في سنة أربعين حضرت سماعًا عمله بعض الأمراء الحلبيين، فغنى المغني بهذه المقطوعة: [من الطويل]

وحقِّ الهوى إنّي لغيرك لا أهوى ... ولولاك ما أصبحت وفقًا على البلوى

ولا قلت يا برق الحمى قف برامه ... سُحيرًا وحيّ النَّازلين على حزوى

قال: فاستطاب الحاضرون هذا الشعر والوزن، وطربوا له، وأخذوا منهم كلّ مأخذ، وأعجبتهم معانيه، فقلت ارتجالًا: [من الطويل]

أقول لعُذّالي .... ... ولومي لا يُجدي على الرشا الأحوى

ذروا اللَّوم عنّي فالغرام سجيتي ... وموتي على ذكر الهوى بُغيتي القُصوى

وأين استماع العَذل من أُذن له ... له نشوة أغرته بالقامة النشوى

فألقيت ذلك على المغني، فعجب القوم من ذلك، وغنى بها المغني، وتكرر في مسامعهم، واستمر الشرب، ولم يزل القوم يرمون به، إلى أن انقضى المجلس، وقصدت منزلي ..... ].

<<  <  ج: ص:  >  >>